ابنة الظلال
بدايةً، لايوجد في النصوص مايسمى نصا صادقا ونصا غير صادق. بل نصا يحمل الشعور ونصا لايحمل.
فالنص يحمل صفة الكاتب وللوضوح أكثر سأجلب مثالا لنص ومحيطه النفسي وهو المهم هنا.
وأقوى الأمثلة هي النصوص الرثائية،
فحين كتابة النص الرثائي فما يشد الكاتب في المقام الأول هو حالة الكاتب أو الشاعر نفسه، أما شأن المرثي فهو شان تتابعي مع النص.
فالبعض يرثي دونما ظهور لحالة الحزن التي من الوجوب أن تكون ظاهرة جدا على النص,
فمثال هذا النص لا يحتمل ظهور حالة الكاتب الحقيقية, والسبب أن الكاتب يرثي للكتابة فقط وليس لإيصال الشعور.
ومن الطبيعي جدا أن القارئ سواءً القارئ المُجيد أو القارئ الجيد فهو يعي عدم ظهور الحالة في هذا المثال.
بعكس رثائيات أخرى تخيم عليها حالة الكاتب أو الشاعر الحزينة، فهنا النص يحمل شعورا. بعكس المثال الأول الذي انتفى فيه الشعور لعدم ظهور حالة الحزن.
الأمر المُراد إيصاله من هذين المثالين أن الصدق من عدمه لم يكن ذا إشارة بينية هنا بقدر ماهية الكاتب او الشاعر على الإظهار. بيد أن تصنع النص يظهر جليا من خلال مايتوارد للقارئ المجيد.
وإن كانت تلك النصوص الرمزية شمّاعة لدى البعض يلقي من خلالها بدايات لحالات متعددة يتوه معها القارئ أحيانا،
ولكن هذا التوهان لن نجده عند القارئ المجيد الذي اشرت إليه سابقا، وهنا تبقى الثقافة المرجعية للقارئ الديدن المنشود.
لاضير في قراءة القارئ وأنه قرأ على حسب ما استوعب من حالة شعورية للكاتب أو الشاعر قد تصيب وقد لاتصيب،
ولكن هل شعور القارئ هنا هو المتحكم في النص أم شعور الكاتب؟.