الحقّ أحقّ.

[مشعل فايح]

قبل أن أبدأ نفض ما في روحي هنا أودّ التنبيه الى أنني على مدى
سنواتي الطويلة في الشبكة العنكبوتية لم يحدث ان كتبت مثل هذا
النوع من الكتابة ليس لشيء ولكن ربما لأني لم يخطر في بالي
ولو للحظة أن أصل لمرحلة تجعلني أكتب بهذا الإتجاه من حيث
مساحة الحق الممنوحة لي أن أرمي برؤيتي بسلبيتها وايجابيتها
كما تمليه علينا ثقافتنا وأخلاقنا مذ ان كنا في مجالس أبائنا وأجدادنا
وحتى محاولاتنا لمطاولة ما هو ابعد. ومقارنة ما لدينا بما لدى الآخر
والطرف النقيض من الثقافة والحياة الإجتماعية حتى المتطرف منها.

الحديث هنا عن أبعاد أدبية, نعم هذه المنتديات التي لفترة من الفترات
وبكل صراحة وبدون خشية من الفهم السيء كنت اجدها ككل ما يطرح
ان لم تكن أقل.. بل ان لم تكن مرتعاً لما لا يحبه كاتب او باحث او.. ايا
كان.. هذا الرأي الذي وأن لم أكن انفثه في أذان ووعي من يشاركني
أو يخالفني إياه الا انه لم يكن يبرح مخيلتي وانا أمرّ ككل من يمر
وأقرأ ككل من يقرأ.

الذي حدث والغريب وان لم يكن غريباً لذوي عزمٍ ونقاء هو أن تصل
هذه الأبعاد لأبعاد اخرى.. لو انثلتُ عليها بأي طريقة وأي كمّ من المديح
الذي لا اتقنه. لما تحدثت عن الحقيقة التي اراها كما يجب وكما أريد
ولكن أظن انه يكفيني ان اطرحه تساؤلاً كبيراً بحلّة يستحقها الأبعاديون
ما السـ ح ـر الذي جعل هذه المملكة تتوشح الماء وتطاول السماء بهذا
الشكل وهذا المضمون.؟؟

لن اتطرق لأسماء أو حتى جهة معنية حتى لا يتبادر الى ذهن قارئ انني
أطبل لفلان او فلان أو أتزلف خصوصاً وأنني بتُّ اعرف أن ايامي في النت
معدودة كما هي أيامي في هذه الحياة. ولكني سأتحدث من منطلق الزائر
والماضي في طريقه بنفس التساؤل.. ما الخلطة السرّية التي تجعلنا نتصاعد
كمنهج مخالف لطبيعة الحياة عامةً ولطبيعة المنتديات. وطبقاً لكل ما بين يديّ
القارئ من معطيات.

ان المنهج الذي يُسار عليه هنا لو أنه طبّق على أصغر عمل لحصدنا ثمره عاجلاً
غير آجل.. أقول هذا وانا احسبني لا زلت اتعلم من ابسط الأشياء ولستُ عارفا بها
ويمكنني أن اتخذ ذلك منهجاً في بناء ما اريد بناءه في حياتي دون تردد أو خوف
لسبب مهم ومهم جداُ بل وركيزيّ وهو ان الإتجاه صعوداُ بثبات واتزان اذاً هذا هو.

أقول هذا كله وأنا أعرف ايضاً ان لكل عمل ولكل أمر بعدين متناقضين.. ورؤية
من زاوية أخرى ورأي ينثر ما أرى ولكن حسبي انني كتبت كل هذا وانا اتجرد من
كل اعتبار وحسبة.. حتى انني حتى الآن لشديد أسفي لم تربطني بأي أحد من كوادر
هذا العمل أي علاقة شخصية أدين بها نفسي على قولي هذا.

الأمر بالنسبة لي بإختصار ليس حديث عن منتدى أدبي والله.. ولستُ منظراُ كما يجب
لأحترف هذا.. وما انا بناقد يلمّ بأطراف وابعاد هندسة النقد. ولكن ببساطة هي تجربة
حياة.. وصلت بي الى مكان وجدت فيه أسلوباً للحياة نفسها. يطبق على عدة اتجاهات
لي ان اشكر بها من قام عليها وانا بإذن الله من الشاكرين.

شكراً منتديات ابعاد أدبية على اشياء كثيرة. على هذا التغير الجميل.. على هذه الفكرة
التي تطبّق على الحياة. على اسلوب العمل. على جعلي أكتب بطريقة لم اعهدني أكتب
بها عن شيء لم تصور يوماً اني أكتب عنه. شكراً على كل شيء.