في زمن الغناء / الغثاء التمستكِ نجاة / طوق نجاة
.
في بهو ليلي المتسع باتساع صدري لكل ألوان الحلم والألم تضيق دوائر الصمت على شموع الأسئلة المترجّحة على أطراف اللسان لتنطفيء بالزفير المنبث من خلجات الحنين في أحناء وحدتي , يسكب الصمت رمله في شقوق الليل عدا نوافذ الاصغاء المشرعة على تأوهات الألم المنبعث من مفاصل التعب المتهيجة بالأنين .
في سكون الليل يتهادى صوتكِ نجاة كــ أنسام مشبعة بأنداء الفجر , تختلج مشاعري بانسكابه كــ اختلاجة ضوء قمرٍ عانق موج البحر , يتنامى في أذني / شكل تاني حبك إنتَ نبتة شوق تمتد أغصانها في داخلي موجة تأخذني إلى الأعماق لتوقظ جذور الحب الغافية بين مشاعر غيّبها النسيان في دهاليزه .
يالهذا الصوت / الربيع يبعث دفئه وعطره نغماً يحقن أوصال ذاكرة أتعبتها السنون , ويالكلماتك تحملني وترحل بي عبر ممر الليالي إلى مساحات نائية من ماضٍ ينام على وسائد الزمن المحشوة بحزن السنين الماضيات , أعدو خلف الأيام حيث عيون القلب ترقب تلك الرواشين علّ ودق الحب يخرج من خلالها ويعانق سقياه نبتة العشق الملتهبة عطشاً لهمس تهمي به تلك الثقوب ..
مابين أحداق الانتظار وأهداب الشجن تترقب كل خلايا المقل حد انطفاء جذوة النهار ليشتعل ليلي بثقاب صوتكِ أغانٍ دافئة أنام في حضنها وفي دواخلي ترتع أحلام حبلى بأماني الشباب ..
الآن بعدما تصرّمت الأيام وصحوت بعد طول غفوة أجدني مابين اشراقة الفرح بسؤالك حبايبنا عاملين إيه ولطافة مغيبه في أحضان الإجابة باجترار التذكر دمعة يتيمة لم تسكب إلا لكِ .
أيها الصوت القادم من تساقط الأيام
ينساب صوتك شلالاً يغمر القلب بدفء الحنان فتنجاب الهموم الجاثية على دروبه , تتدفق الدماء من رحم الانتشاء لتعيدني طفلاً في لحظة ميلاد عشقه الأولى من تاريخ ذاك الزمن الأجمل , ذاك العمر الذي لن يسقط في أشداق الفقد .
أجدني الآن ومشاعري تجنح للمغيب عاشقاً يتجمل بالذكريات ويواصل التنقيب في نبرة صوت نجاة , يردد مع أبعاد الابداع النزاري ارجع كما أنت صحواً كنت أم مطرا
نجاة ..يا رفيقة الليالي النشاوى
هذا الماثلة مشاعره أمامك , رحل مع الطير المسافر في تموجات صوتك , ذاب في دمع الزمن والذكريات , ألفى نفسه آهة في وسط الطريق حين غيّبت الرياح خطى الأصوات على رمل السنين , كل الجمال أضحى طللاً إلا إنتَ أيها الدفء / النهار المشاعر / النهر بقيت على مدى العمر مدينة مغنى تمتد عبر دروب مشاعري ألقاً يضيء الذاكرة رغم ترمّد الأيام
نجاة الصغيرة
حتام ننتظر وقد تحولنا في هذا الزمن المغلفة أمانيه بالصدأ إلى حضور يعجز عن ولادة الشعور.
وإلام الانتظار واهتراءات الأيام تمتصنا وتدجن مشاعرنا في هذا الغناء / الغثاء المعلب داخل شريط يهتز مجوناً لا طربا ..
يا أم الوليــــــــد
متى تعودين ؟
طال وقوفنا وتورّمت أطراف الانتظار .
ابن المدينة / يوسف الحربي