أُمِي وَ الـ سَرِيرُ الأَبْيَضْ :
كَمْ كُنْت حَمقَاء عِنْدَمَا غَشَانِي ظِلُ الـ غُربَة .. أشْكُو وَ أئِنْ ..
كَانَتْ صَعبَة غُربَتِي .. لَكِنّهَا أَهْوَنُ عَليّ مِن سَوْءَةِ النَظَرِ إِلَى مَلامِحِ أُمِي
وَ التَعبُ المُتَسَرِبُ فِي كُلِ نَاحِيةٍ مِنْهَا ..
*
يقُولُون لِمَاذا يَا وَردُ عُدتِ وَ العِلمُ مَا أنتِ فَاعِلةٌ بِه ! [ بِـ زَمجَرةٍ ] ..
أَوَمَا تَعقِلُون .. ؟!
تِلْك الجَامِعَة حَتماً لَن تُغْلِقَ بَابَهَا عَليّ ، وَ أُمِي لا عِوَضَ لِي عَنْهَا ...
ابْتَعِدُوا حَيثُ أَنتُم أَو أبعَدُ قَلِيلاً ، وَ دعُوني .
أَعُودُ لٍـ أُمِي ..،
كَم هُو صَدرِي ضَيّقٌ حِينَ الوُقُوفِ خَارِجاً بَعِيداً عَنْكِ
أَحتَرِقُ وَ لا أَمْلِكُ لِـ احتِضَانِكِ سَبِيلاً .. ،
لِـ أَكْثَرِ مِن مَرَة كِدْتُ أَن أَصِل إِلَيكِ وَ أُزِيلَ ذَاكَ الحَاجَزْ الزُجَاجِي
اللّعِينْ ..
إِلا أَن أَعُينُ المُمرضَاتُ تُلاحِقُنِي ، وَ تُحاكِينِي بِـ أَلا تُحاوِلِي أَبداً ..
الحَاجِز الزُجَاجِي .. أَتَعلَمُ أَنّكَ أَكثَرُ الأَشيَاءُ مِني كُرهاً [ بَعْد المَرَضْ ] .. أَمقُتُ النَظَرَ
مِن خِلَالِكْ ، أَشعُرُ بِك تَضحَكْ عَليّ وَ تَتبَاهَى بِـ أَنكَ المَانِعُ لِحُصُولِ القُرْب ..
وَ يُغِيظُنِي مِن خَلفَكَ ذَاكَ القَارِيءُ بِـ نَبضَاتِهَا .. إِلا أَنهُ رَحِيمٌ بِي .. كَأَنَه يُرَبِتُ عَلى كَتِفِ قَلِقِي
بِـ أَن قَلْبُ أُمكِ يَنبِضْ فَلا تَجزَعِي ..
،
أُمِي .. أَما آَنَ لَكِ التَمَاسُكْ ..
إِفْتَرَسَ الشُحُوب تَفَاصِيلُ البَيْت .. وَ اسْتَيْقَظَتْ تَجَاعِيدُ الحُزْن فِي
أوجِهُ أُسٍرَتِي ..
وَ زَاوِيَتُكِ أُمي .. زَاوِيتُكِ تَجتَذِبُنِي لَها رَائِحَةُ وِسادَتُكِ وَ تَستَنْزِفُ مِنِي الدَمعَ
عَلى صَعِيدِ ذِكْرَيَاتْ الدِفءِ بَيْنَ أَطْرَافِكِ ..
وَ أَغْفُو بِـ تِلاوَةٍ قَرَأَهَا عَلَيّ الإنْهَاكْ ... فَـ تُوقِظُنِي نَغَمَاتُ الحُزْنْ وَ آَهَاتُ الأَنِينْ
وَ أرتَمِي بَاكِيَةً عَلى سَجَادَةٌ كُنتِ الوَحِيدَة المُصَلِيةَ عَلَيهَا ..
{ يَارَبْ أغدِقْ عَلَيهَا شِفَاءً لا يَزُولْ }
،