وجعلت أتسلى عن أحلام النهار بتخيل الفجر تحت أغصان الأشجار الملتحمة والحياة الواعدة بغياهب أنيقة لا حصر لها ،،
الروح يتململ كطائر سجين يود أن ينطلق ،، والعالم ملتقى تصدعات يستعذب عنها الرحيل ،،
وددت أن أخلو إلى نفسي لأحتضن أحداث يومي المارق ،، حتى أستصفي معانيها ،،
وقد بدت الحياة متلفعة بثوب يروم الحداد ،،
ولكن ألم أكن أعلم ؟! ،،
يا إلهي لم أشعر بها من قبل ،،
زفرت ترابا ،، وخيّل إلي أن القدر قد رفع قبضته الهائلة ثم هوى بها علي ،، فهرسني وواراني تحتها إلى الأبد ،،
أنا ابن أبي ،،
تعذبت كثيرا كغير عادة ،، شعرت بالألم ينفذ إلى نخاعي ،، وبهذيانه يخالط عقلي ،،
وهل كان خروج الحزن إلى السطح إلا كخروج العمود الفقري من الجسم الإنساني يرده من بعد توازن وتكامل إلى جثة ناطقة ،،
ستبقى الآلام ما بقيت في متاهة الحياة ولن تمحى آثارها ،،
اللهم قل لهذا الحنين كن رمادا كما قلت لنار خليلك كوني بردا وسلاما ،،
إني سجين ،، غير أن قضبان السجن بدت أطوع للتحطيم وأرق للقطاف أمام الزمام لأغلال الشوق التي أمست تستأثر المشاعر في القلب والأفكار ،،
في العقل والأعصاب ،، في الجسد ،، ثم لا تؤذن بالرحيل ،،
فالحلم الباسم سرعان ما يبتلعه نسيانه ،،
أما دموع القلب ،، أو بالأحرى ذكراها فتبقى رمزا خالدا ،،
ولا شئ في الحياة لا يمكن احتماله ،،
حتى ذابت بوصلتي في العدم ،، وحل محلها شاطئ رملي يترامى حتى يفصل بينه وبين آخر العقل بسمة فجر غامض ،، غطته الأحداق المترعة بأنفاس المثال ،،