كـ الزئبقِ في محبرتي ! - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
!!!!! .....( نـــــذرولـــــوبــــيــا ) ..... !!!!! (الكاتـب : خالد العلي - مشاركات : 34 - )           »          اقرأ الصورة بمِدادٍ من حبر (الكاتـب : نواف العطا - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 2913 - )           »          بين دفء العبارات و حدود الخصوصية بقلم ندى يزوغ (الكاتـب : ندى يزوغ - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 2 - )           »          أحب أن يكون ، لدي ما أقوله .. (الكاتـب : رفيف - مشاركات : 14 - )           »          مشارق ؟ (الكاتـب : عبدالرحمن الحربي - مشاركات : 18 - )           »          خِبَاءُ اللَّحْظَةِ: سَرَدِيَّاتُ الْوُجُودِ الْخَفِيَّةِ! (الكاتـب : جهاد غريب - مشاركات : 0 - )           »          المدحُ لا يَلْبَسُهُ إلا مَن فَصَّلَتْهُ أفعالهُ . (.... شافي .... ) (الكاتـب : خالد العلي - مشاركات : 4 - )           »          غرق (الكاتـب : أحلام مؤجلة - مشاركات : 51 - )           »          جُمُوحُ العَاطِفة (الكاتـب : محمّد الوايلي - مشاركات : 1778 - )           »          أكتب إليكِ.. قصيدة نثر (الكاتـب : إبراهيم امين مؤمن - مشاركات : 0 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي

أبعاد النثر الأدبي بِالْلُغَةِ ، لا يُتَرْجِمُ أرْوَاحُنَا سِوَانَا .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-27-2008, 05:33 PM   #33
د. منال عبدالرحمن
( كاتبة )

افتراضي


لا أريد أن أكون نقياً

لا أريد أن أكون نقياً

لا أريد أن أكون نقياً ..

كان صوته يتعالى وراءها , شابٌ في مقتبل الثلاثينات , ملامحهُ حملت حنيناً لحياةٍ مسلوبة , و قسوةً على واقعٍ مختلِس !
فجأة نهضَ و ركضَ سريعاً على غير هدى , اختفى لدقائق ثم عاد منهكاً ليجلس على المقعد حيثُ تركَ حقيبته مبهمة اللون .

كانت أنفاسهُ تتلاحق و كأنها تنتقم لنفسها من رئته الصارخة بالحياة , كان كافياً ان تنظرَ في عينيه , اللتان كانتا تبحثان في الفضاء المجهول عن شيءٍ ما , لتدرك سرّ الوجع في محيط ذاكرته التي بدأت بالتكافل مع ألمها .كان كتفاه يتدليّان كالأقفاصِ الفارغة , وبقاياه تتطاير من أبوابها المطعونةِ بالخيبة .

هو ما أراد لنفسه إلا أن يكون كما تمنّت صديقة طفولته , ابنة الجيران ..
كانت تنتظر حلماً شهياً و كان هو فارساً يفتقد الجواد , أحبها كثيراً بصمت و بادلته طفولتها معه الحب , ركضهما سوياً , لعبة الاختباء , و السيارات التي كانت تسرقها منه لتقنعه باللعب معها بالأحصنة و الأميرات .. كل ذلك كان يبادله الحب , وكانت نظراتها تفضح شوقها لمعانقته كما كانت تفعل وهي ابنة السنوات الخمس , كلما ضربها أحد أولاد الحي و تشاجر هو معه .

ولكنها كانت تحلم , تحلم كثيراً , أكثر مما يمكنه احتماله , و هو شابٌ لا يملك إلا عملاً بسيطاً منّت به شهادته الجامعية .

هو لم يشعر إلا باختطافه لذلك المبلغ الهائل من المال , الذي رأى فيه جميع أحلامه , وأحلامِ صديقة فرحه المسروق .

وعندما خرج للحياة بعد أن نال منه العدل و اقتصّ منه ميزان الحياة المائل , سرقَ منهُ الزمن حتى حياته السابقة , و عاقبه بسجنٍ أكبر و بمدعّي الشّرف على حسابِ الباحثين عن رغيف الحلم , و بِطفلٍ صغير يحمل عيناها و اسم أحد سارقي الوطن .

حياته ما عادت تعنيه , ما يعنيه فقط أن يموتَ حقّاً , بلا ذاك العار الكاذب الملتصقِ باسمه .


.......

ردّدت " هي " , الفرحُ يرقصُ معصوب العينين على شفا حفرةِ الزمن المسروق , هو دوماً يسقطُ في مستنقعاتِ الكذب , مطعوناً ببياضه .

" هو " ما فارق ذاكرتها , ولا فارقَ احساسها الموشوم الآن بسخريّة الوجع و ابتسامةَ المكابرة .

 

التوقيع

و للحريّةِ الحمراءِ بابٌ
بكلِّ يدٍ مضرّجةٍ يُدَقُّ

د. منال عبدالرحمن غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:23 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.