اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غسان الحكيم
سلاااااااااااااااااامز
شمس نجد
يا رفيقة القلم \ بنظرة انطباعية سريعة نجد أن النص
مليء بالتدفق الشعري الجارف ما يجعل القارئ يطرب
للنص كثيرا و يقع تحت تأثيره لشدة وطأته على المتلقي ..
(( و بنظرة نقدية ))
نبدأ من العنوان ( يموت الوقت ) نرى أنه جميل جدا و ذكي
و لكن يعاب عليه أنه ( جملة فعلية ) و يتنافى مع أعراف
عنونة النصوص !!
و لكن انطلاقا من العنوان
أجد أن النص مليء بالحركة و الخشونة و هذا ما يبرر
صرخته المتعالية و سطوته على القارئ ..
فنجد اسرافا نوعا ما في استخدام الأفعال كما
و كيفا في خشونتها :
تكسر
أجبر
يموت
ينادي
تمهل
يصيح
يشيخ
أعلق
يهد
يطعني
أبرميها
أكسر
أهيجنها
نرى أن مجملها أفعال مؤلمة تدل على الحالة الشعورية للنص
و تبرهن على خشونة و وطأة النص و كثرة الحركة فيه الطاغية
على مساحات التأمل ..
مثل هذه النصوص تسيطر على القارئ حال قرائتها أو الاستماع إليها
لجموحها و لكنها لا تعلق كثيرا بالذاكرة لأنها سريعة جدا و لا تدع مجالا
للقارئ للتنفس و تأمل الصورة الشعرية و بالتالي تعلقها في مخيلة
و ذاكرة القارئ .. و لكنها ناجحة جدا في الأمسيات مثلا ..
و للتدليل أيضا نرى أن النص يرتكز في المجمل على الخطاب الموجه
و يفتقد إلى الأجواء العاطفية و التأملية رغم بلاغة الصور ..
باستثناء
( يشيخ البرد في صدري و أتنفس صبر و حروف )
و هو الشطر الذي اختاره ( أحمد الديهان ) لشاعريته الرائعة ...
لأنه هو الشطر الذي يختلف في تركيبته عن تركيب باقي الأشطر ..
و هو القادر على التمسك بالذاكرة !!
التكرار بنهاية الصدور كان جميلا جدا و موفقا
و أرى أنه من الأجمل و الأفضل لو كان التكرار
في نهاية الصدر و بداية العجز .. مثل :
يموت الوقت في يدي على حضورك
على حضورك ينادي صوتي الملهوف
(( المطلع ))
كان موفق جدا و ذكي جدا و النداء كان في غاية الحساسية
و أرى أنه من الأجمل قول ( أَجْبُرها ) بهمزة القطع و بلا تشديد
بدلا عن ( واجبّرها ) و كلاهما عروضيا صحيح و لكن رؤيتي فقط ....
و أرى أن الشوق هو مظلة للوجد و هو من ولد الوجد \ الحزن
و أعتقد كان من الأفضل قول ( يصيح الوجد في شوقي ) بدلا من
( يصيح الشوق في وجدي ) ..
(( الخاتمة ))
(وأكسر في الوجع دربي /أهيجنها قدر وظروف )
في الخاتمه أرى أن استخدام ( أكسر) كان مكرر و استخدام
فعل آخر سيكون أفضل .. رغم ذكاء تكسير الدرب في الوجع
مما يدل على شمولية الوجع و هو استخدام مبتكر عوضا عن
( أكسر بالدرب وجعي ) فالاستخدام الأخير يعني المضي قدما
أما استخدامك فكان أعمق يدل على اليأس ..
و كان أفضل عدم فصل الشطر و استخدام العطف و الاستعاضة
بهمزة القطع في ( أهيجنها ) بـ بهمزة الوصل ( واهيجنها ) ..
و لكنك أحسبك خشيتي الاسراف في استخدام العطف خصوصا و أن الشطر يبدأ
بواو العطف .. و لكن كان الأجدى تغيير بداية الشطر عوضا عن منتصفه
خصوصا و أنه قفلة النص ..
الأمر الآخر أيضا أرى أن الأبيات تتمتع باستقلالية كبيرة و لا تقتضي التسلسل
و هذا ضعف من وجهة نظري رغم أنه كان سمة في الشعر الجاهلي
( استقلالية الأبيات ) .. و لكن لو بدلنا البيت الثالث بدلا عن الرابع و الخامس
بدلا عن الثاني لم يتغير شيء و لن يختلف المعنى باستثناء البيت الأخير ..
و كنت أحبذ لو استخدمتي تقنية القصيدة المدورة لو أنهيتي النص بذات المطلع ..
مما يدل على أن اليأس يعيدك بالنهاية إلى ذات التساؤل :
( وانا يا صاحبي من لي بعد نورك بعد نورك )
(( البناء ))
كان جيد باستخدامك للطرق (( اللويحاني )) و هو من طروق القلطة الشهيرة
و ليس من البحور الأصلية يعتمد على تكرار ( مفاعيلن ) أربع مرات ..
و كثيرا ما أرى شعراء يرون أنه من الجمال تقسيم الشطر إلى نصفين إذا
كان رباعي التفاعيل و أرى أنه يذهب الجمال المولود عن طول اللحن ..
و يصبح الشطر و كأنه بيت كامل و ليس شطرا ..
فلو أخذنا الصدور مثلا :
أنا يا صاحبي من لي @@ بعد نورك بعد نورك
يموت الوقت في يدي @@ على حضورك على حضورك
يصيح الشوق في وجدي @@ غلا زهورك غلا زهورك
أداري بعض شباكي @@ على عبورك على عبورك
الخ ..
أرى أنه ضعف في البناء و يذهب قيمة اللحن الطويل
فلو قلنا مثلا
( يموت الوقت في كف الهوى مشتاق لحضورك )
نرى هنا أن الشطر أقوى بكثير و نحس أنه شطر و ليس ببيت
و لا يمكن أن يتفكك و لا يمثل شطران ملتصقان ..
و لكنه يحتاج إلى نفس طويل و قدرة بالصياغة و إلمام إما
بالتقطيع العروضي أو بالغناء الصحيح للحن ....
أخيرا : القصيدة جميلة جدا بعمق احساسها و صوتها المتعالي و سطوتها
التي تجعلك أسيرا لها تستمع و تنصت و تصغي و ترد باستفاضة ...
و لكن هي ضريبة الرفقة الطويلة أن يكون الكاتب في أريحيته الكاملة عند التعليق ..
و لكي أمارس هوايتي بالنقد لن أجد إلا نصوصك و الرفقاء أمثالك لأنني أعلم أنك لن تأخذي الأمور بصورة شخصية و لن يوقعني نقدي في حرج كما يحدث مع الجميع
شكرا لك و أتمنى المزيد من نشر القصائد العامودية و أعلم أن لديك الكثير
و زاوية الهدوء تشهد بذلك ..
أخوك
غسان الحكيم
|
:
رفيق قلمي الناقد والحكيم غسان
كل ما ذكرت هو ثراء لي وبعين الأعتبار
والشكر لك من قبل ومن بعد
ثق تماما أن الثقة قائمة
وعلى الصدق نلتقي
تقديري