كيف تشبعت أشيائي بعطرك؟
أغلبُ الظن أنه تسللَ إلى حقيبتي
واندسَّ بين محتوياتِها
ليسكنَ إليها، ويتلبّسَها.
لا أعلمُ منذ متى وهو يقيمُ بداخلِها،
لكنها مدة مكنته من إقناع قلمي،
في جيبه الأمامي،
بأن يستبدل العطر بحبره.
آنس شذاه سواري اليتيم،
شاكسه وضاحكَه،
حتى أدمن الأخيرُ حديثَه وأحبه،
فطوقه، وأبى فراقه.
وعندما سمعت دفاتري العمياءُ
ضحكاتِه الخجولة، توترت،
وتحسست طريقها إلى الجدار الفاصل،
فهمست لقلمي، من وراء حجاب:
أريد وشْمَ نوتةٍ موسيقيّة على صدري.
الآن.. بعد أن تمت دورة الفراق
ينشِقُ أنفي الحقيبة، الدفاتر،
سواري، ومعصمي.
يبحث عنك فيها/بينها مسعوراً،
كمن يفكك قنبلة موقوتة تحتضر؛
وعندما يجدُك:
يسحبُ شهيقاً أبديّاً، بشراهة غرقٍ وشيك،
لتمتلئ رئتاي بك، وتتشرّبَ بعطرِك.
أما ذاكرة الأنف؛ فمقامرةٌ حمقاء..
فلما وجدتك،
لم يُجدِ نفعاً قطعُ جميعِ الأسلاك.
لم يتوقف العد؛
السلكُ الأزرق خدعة.
أما الموتة.. فقد كانتْ مروّعة حقاً..!!