هذه الغابة
التي كانت حكاية منسية
و لعبة بيد الرياح
تشير لبحيرة أحلامي
بإبهام الشمس
أن تكسر من على ظهرها
أشجار الجليد
فعصافير الأمل
ميتة بلا حراك
داخل أعشاش الحب
لا أسمع سوى زقزقة الموت
و صمت الغياب الرهيب
يرفرف
هنا الضباب أبدي اليباس
الهدوء بارد جدا
تهزني العزلة المخيفة
تقول لي الغابة:
النهر شديد النعاس
الماء يغط بعذوبة مالحة
ينام في فراغي السراب
الضباب يطوي شراشف المطر
عجوز عظمه أزرق الشتاء
قد يتأخر
منذ المطر الأول يفرك مفاصل
الريح اللينة
فوق مدن غارقة
بتأمل شوارعها العارية
كما أجسادنا
و السماء بوجهها الطفولي
تغازل ضياء قمر
لا يسد رمق عتمنا
آن الأوان
نحرق حشائشنا
أشجارنا الحزينة
قبل مجيء الحطابين
و استيقاظ النساء
لعجن أحلام الدقيق