نعمة الأخطاء
د. طاهر عبد المجيد
لو عشتُ أيامي بلا أخطاءِ
لَشَكَكْتُ في نفسي وفي أَعضائي
ولكنتُ قد كذَّبتُ قول هويتي
أنِّي ابن آدم أول الآباءِ
هم وحدهم أهل السماوات العُلى
من لم يجرِّب نعمة الأخطاءِ
هي لا تُرادُ لذاتها لكنَّها
مخلوقة لحياتنا كالماءِ
ولقد وجدتُ العلم يدفنُ سرَّه
كالكنز في أخطائنا العذراءِ
كلُّ الذين تَخوَّفوا أن يُخطئوا
ما غادروا ميلادهم بنماءِ
ظلُّوا كما كانوا صغاراً بينما
أجسادهم كبُرت على استحياءِ
بل إنَّهم موتى وإن لم يلبسوا
كفناً يُمَيِّزهم عن الأحياءِ
إن نحن لم نخطئ فقدنا حقَّنا
في بعض ما لله من أسماءِ
الله توَّابٌ عفوٌّ غافرٌ
ولَكمْ عَفَا بالسَّترِ دون دعاءِ
في هذه الأسماء ما يعطي لنا
حق اقتراف الذنْبِ بالإيحاءِ
فلنندفع نحو الحياة بجرأةٍ
ترقى بنا وبها إلى العلياءِ
أخطاؤنا العذراء معراجٌ لنا
لسمائنا هذي وكلِّ سماءِ