قبلة على فمِ العدوّ - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
!!!!! .....( نـــــذرولـــــوبــــيــا ) ..... !!!!! (الكاتـب : خالد العلي - مشاركات : 152 - )           »          في المقهى .. ؟ (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 4484 - )           »          يوم عرفة (الكاتـب : عبدالإله المالك - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 1 - )           »          عِــنَـــاق ....! (الكاتـب : جليله ماجد - مشاركات : 24 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : جليله ماجد - مشاركات : 75370 - )           »          ارتعاش في جوف الصمت. (الكاتـب : عُمق - مشاركات : 0 - )           »          عِيد مُبارك (الكاتـب : عَلاَمَ - آخر مشاركة : عبدالرحمن الحربي - مشاركات : 7 - )           »          فواصل شعرية ( 3 ) العيد (الكاتـب : نوف الناصر - آخر مشاركة : عبدالرحمن الحربي - مشاركات : 15 - )           »          مُعْتَكَفْ .. (الكاتـب : نوف الناصر - مشاركات : 241 - )           »          فلسفة قلم .. بأقلامكم (الكاتـب : سيرين - آخر مشاركة : عُمق - مشاركات : 3920 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي > أبعاد القصة والرواية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-20-2013, 02:37 AM   #1
سارة النمس
( كاتبة جزائرية )

الصورة الرمزية سارة النمس

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 14

سارة النمس سوف تصبح مشهورا في وقت قريب بما فيه الكفاية

افتراضي قبلة على فمِ العدوّ



قبل أن أستقل الطائرة ، كان عليّ أن أنسلخ من كل ملامح عروبتي ، و أن أصبح دمية " باربي شقراء " ، تصلح لهذا الدور الجديد ، لقد اختاروا لي اسمًا فرنسيًا له وقع موسيقي جميل على الأذان " مونيك " ، و ملابس مثيرة تليق بجسدي الممشوق ، اقترحوا عليّ أن أغير لون شعري و لون عينيّ أيضًا ، و غيّرت كل شيء بكل سرور ، و أنا أقف أمام المرآة حتى أنا لم أتعرف على نفسي ، هذا الإنعكاس هو لأية امرأة أخرى في العالم إلاّ أنا ، هذه ليست " إيمان " أبدًا ، لقد أصبح لون شعري ذهبيًا و طال في غضون ساعة ، و لون عينيّ أصبح أزرقًا ، لم أتعود على أن أكون مادة للإغراء ، فلطالما كنت مثيرة لرجل واحد فقط هو " حازم " ، و لطالما آمنت بمبدأ أنه ليس ضروريا على المرأة أن تفتن كل الرجال ، و تسيل لعابهم ، رجل واحد يكفي ، و لكن اليوم هذه المهمة تستحق أن أتخلى عن فكرة إسلامية ، من أجل تبني أخرى . .

و أنا جالسة أطالع رواية فرنسية في الطائرة ، اشتهيت أن أتم رواية " النزيف " ل علي صحراوي التي تتحدث عن فصل من فصول تاريخ الجزائر ، ثم تذكرت أنه عليّ أن أمارس حياتي الجديدة كلها ك " مونيك " و ليس ك" إيمان " ، و ليس من حقي أن أكتب كلمة عربية أو حتى أقرأها ، و أنا أستيقظ يمنع عليّ أن أصغي إلى أنغام فيروزية ، بل " إيديث بياف ، أو " باتريسيا كاس " أو " لارا فابيان " لا يهم ، ما يهم ألاّ أجرؤ على أن أكون " إيمان " حتى بيني و بين نفسي . . .

ثم انتبهت إلى القميص الأبيض الذي التصق بصدري عليه علم فرنسي ، و تذكرت كم مات من أجدادي الجزائريين فقط لترفرف راية العلم الجزائري عاليًا في السماء ، هنا غصة أخرى كان عليّ ابتلاعها و انسلاخ آخر كان عليّ أن أقوم به ، تخليت عن كل شيء ، اسمي ، ملامحي ، هويتي ، طباعي ، ديني ، و أي غلطة مني سأدفع ثمنها غاليًا ، لذلك هو ليس الوقت المناسب للحنين إلى ما كنت عليه ، فأنا أحتفظ بكل شيء داخلي ، و سأنفذ المهمة و أعود إلى حياتي السابقة .
وصلت أخيرًا ، و كان " إيزرا " في إنتظاري رفقة صديقته " ديفا " ، عانقني مغازلاً و قال أنني أجمل من " إيما " بكثير ، حاذفًا حرف " النون " بدهاء ، فأجبت بعد أن نفثت بوجهه دخان السيجارة التي كانت بين شفتيّ :

- من هي إيما ؟ لا أعرفها ؟ ثم أنا لا أحب أن تقارنني بأية امرأة أخرى . . خذني إلى الفندق
- ألا تريدين أن تذهبي في جولة من أجل التعرف على إسرائيل ؟

يتبع . . .

 

التوقيع


لقد فهمتُ أخيراً معنى أن تتركَ وطنك لتكون في وطن الغير
الأمر أشبه بأن تترك بيتك و تمكث ضيفاً في بيت آخر
ستدرك أنك مهما مكثت ستظل ضيفاً و لست صاحب البيت !

من رواية " الحب بنكهة جزائرية "

سارة النمس غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:27 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.