إذا أردت معرفتي

[عبدالناصر الأسلمي]

أطـفالنا فرحة أعيادنا
ورونق الحسن بدنيانا
بموكب العمر لهم فرحة
حالـمة وسط حنايانا
هم بهجة الطيف لأرواحنا
والطيف لا يحمل أشجانا
اذا مشى الطفل على أرضنا
له فرشنا الروح ألوانا
ونبضة القلب لهم زورق
ومقلة الأعين شطآنا
هم ألق الروح وعزف الرضى
وفرحة الروح بدنيانا

 

[عبدالناصر الأسلمي]

حبيبي والهوى أهدى إلينا
بهذا الليل ألوان الحنان
حبيبي هل تناولني كؤوسا
من الثغر المرصع بالجمان
حبيبي هل تشتتني بصدر
دفيٍّ فيه رمان الجنان
اذا العشاق ياليلاي غنوا
بمحبوباتهم حلو الأغاني
فإنك للأغاني لحن حب
ولن ترضـى بديلا عنك ثاني
وما ليلى وانت اليوم عندي
بأبهى منك ياورد الجنان
لقد أضحيت للعشاق نهجا
وبالإبهاج صافاني زماني
لقد أضحيت مسحورا بحسن
بدا لي منك في ليل الأماني
فصرت اليوم لا الأشعار دربي
وبعدك ليس تأتيني المعاني
لساني من بهائك في قيود
وشعري فيك معقود اللسان

 

[عبدالناصر الأسلمي]

أيها الباب هل سيطرقك اليوم
ابو الجرح أم تمـوت الاماني
كل يوم لك اضطراب جديد
وعيوني إلى الضيوف رواني
سائلات اين الحبيب.. أما جاء
من بعد الغياب راعي الحنان
فيجيب العيون قلبي بننض
شدّه شوقه إلى الأحزان
إن من ترتجيه ليس بآت
فتسيل الآهات من أجفاني
كيف لم يأتني وإني على الجمر
انتظارا ولو يطول زماني
خبروه بأنني صاح قلبي
صيحة حرة بغير تواني
إنني إنني إليه لمشتاق
وإن المشتاق ذو تحنان
باكيا والنجوم يضحكن مني
ساخرات عليّ من أشجاني
يانجوم السماء لستن مثلي
اين قلب الخلي ..ممن يعاني
فلكلٍّ منكن جمع جميل
وحبيبي في أبعد البلدان
ليس للشوق عندكن نصيب
ومسيل الأشواق دهرا طماني
كلَّ ليلٍ أنتن مجتمعات
تتسامرن خاليات الجنان
وأنا مفرد بظلمة ليلي
شاعر ساهر حزين المعاني
جالسا على الباب أرنو إلى
الناس وروحي تجول في الأكوان
بانتظار الحبيب ذاك غريب
الدار والحظ ليس بالإمكان

 

[عبدالناصر الأسلمي]

بِالهَمْسِ..." مِنْ لَثْغَتِها تَحْتَمي"
أسْكَرَني حُبُّكَ ياأَسْلَمِيّ
أهْواك أهْواك حُدُودَ النَّدى
مِنْ أخْمَصِ الرّجْلِ إلى الأفْحَمِ
فدَعْ لِيَ اللَّيْلَةَ.. ياآسري
إِطَالَةَ السَّهْرَةِ لا تَخْتِمِ
فَقُلْتُ لَبَّيْكِ وإني هُنا
أطْوَعُ منْ جُرْحِكِ لِلْبَلْسَمِ
تَقُولُ لِي...غَنِّ...وَفُضَّ الهَوى
بِرَوْعَةِ النَّشْوَةِ... يامُلْهِمي
فَقُمْتُ كالسَّكْرانِ ...مِنْ خَمْرِها
أسْبَحُ في شلاّلَها المُفْـعَمِ
نَسْتَنْشِقُ الأنْفَاسَ مِن بَهْجَةٍ
"مُغْرَمَةٌ تَشْرَبُ مِن مُغْرَمِ"
نَعْزِفُ ألْحانِ الرِّضى سَاعَةً
ونَرْسُمُ الرَّقْصَ عَلى المَبْسمِ
أجُولُ مِن نِحْرٍ الى وَجْنَةٍ
كَهاطِلٍ بَيْنَ بُرُوقٍ هَمِيّ
وَمِن جُنُونِ الرّشْفِ أضْحَى الغِنا
يُورِقُ كالعُنَّابِ حَوْلِ الفَمِ
أنَّتْ وقالت لا تَدَعْ خافِقي
يُبْحِرُ مِن غَيْرِكَ في المُبْهَمِ
ذُبْتُ فَدَعْني أسْتَعيد الْهَنا
أَشْفِقْ على قَلبيَ لاتُعْدِمِ
أجَبْتُها بِالضَّمِ في لِحْظَةٍ
ناءَتْ بِها دُنْياي عَنْ لُوّمِي
فَمَا رَأَيْتُ مِثْلَهَا بضَّةً
وَلَمْ أَذُقْ أُنْثَى أوْ أَشْممِ
وقَدْ سَرَتْ كَفّيَ فِي غَفْوَةٍ
تَبْحَثُ عَنْ مَعْنَى الجَوَى في الدَّمِ
وسَافَرَتْ عَيَناي في جسْمِهَا
"تَقْرَؤُهُ الرُّوحُ بِلا مُعْجَمِ"
عِنْدَ حُدُودِ العِشْقِ في واحَةٍ
عِنْدَ الجَنَى في رَوْضِها الأَعْظَمِ
تَقُولُ وَالبَوْحُ بهِ غَفْوَةٌ
إِعْتِقْ وُرُودَ الحُبِّ مِن مِحْزَمي
فَلَمْ أَدَعْ لِلْعَيْنِ مِن مَرْفأٍ
إلا وَحَطَّتْ فِيهِ..."لاتَرْتَمي"
وَهَاَلني كَوْمَةُ دُرٍّ غَدَتْ
تَبْسِمُ كالبَدْرِ عَلى النُّوّمِ
مِن كَرَزِ الحُبِّ جَـنَيْتُ الرِّضَى
مِثْلَ فَصِيحٍ فِي هَوى أَعْجَمي
وَغَابَ عَنَّا الكَوْنُ فِي وَمْضَةٍ
يحْسِبُها العُمْرُ بِلا قَيِّمِ
وَقُمْتُ أَسْتَنْطِقُهَا لَيْلَتِي
بِحِيلَةِ الصَّالِحِ والمُجْرِمِ
تَنْفُضُنا لَيْلَتُنا لذَّةً
صِرْنا بِهَا النَّجْمَ عِلى الأَنْجُمِ
وَتَمْتَمَتْ راعِشَةً هَمْسُها
يَعْلمُها الحُبُّ وَلَمْ نَعْـلَمِ
فِيك فِدَاكَ الرُّوحُ ذُقْتُ المُنى
خُذْنِي فِداكَ العُمْرُ يا أَسْلَمِيّ

 

[عبدالناصر الأسلمي]

انا الذي قبّل الشيخان رأس أبي
الشيخ مسلطٌ الهذال والجربا
حتى نكف عن الثارات في العرب
ونخمد النار لا شرقا ولا غربا
فالعز في مقلتي والجاه في عصبي
كالبرق قد خطف الأبصار واستربا
نحن على هامة الأزمان كالشهب
نكون للصحب سلما والعدا حربا
من شمر الشامخين السادة النجب
الأصل والفصل كنا الصفوة العربا
يفور بركاننا في ساعة الغضب
ونحصد الكون لو ننوي له ضربا
ياغادرا لا وربـي لست في كذب
يجيء يوم انتقامي يعشق القربا

 

[عبدالناصر الأسلمي]

ريحانة الدرا ياريحانة الدار
ياخبز مرحمة يانبع إيثار
ياضمة الدفء من أنياب عاصفة
يانسمة الصبح تجلو حزن أشجاري
ياضحكة الطلق آذار لسـنبلة
ياشوق محصودة للمنجل العاري
يابسمة الفجر تحمي حلو فرحتنا
ياطلة البدر في لحني وأشعاري
يافرحة النبع في أعماق بادية
يابهجة الدر في موال بحار
ياروضة البال ياتسبيح عابدة
ياجنة الروح والدنيا وأطواري
أماه انت الرضى فابقي كرامتنا
مخضرة في شواطي برّك الجاري

 

[عبدالناصر الأسلمي]

يا حبُّ..أيْن الرضى والحُبُّ والعَتبُ
وأين مني ليالي الوصلِ تنسَحِـبُ
فها انا اليوم أمضي وسـط قاحلـة
من المشاعر , والوجدان مضطربُ
كم كـان للقلـب أحـلام مـوردة
وقد صحـوت وبالأحـلام أنتحِـبُ
لقد ذَوَت مقلتـا عشقـي لغائبـةٍ
وإنني في مدى الهجران أنْسَكِـبُ
سلمى وأي سلام أرتضـي هربـا
وبعدك اليأس في العينين يلتهـب
أصفى من الطفل كنا رقةً وهـوىً
والوصل يزهو وللألحان ينتسـبُ
والآن ماعُدتِ ياسلمـاي عاشقـةً
ولم أعد لهـواك العـذب أرْتَقِـبُ

 

[عبدالناصر الأسلمي]

سعادة هذه الدنيا قليلة
وتظهر في زواياها دخيلة
سعادة هذه الدنيا غمام
تزيح الريح في عجل مقيله
فما إن تأتنا حتى نراها
مع الضحكات قد هربت عجولة
كأن الحزن لا يرضى بقاها
فينهرها ويطردها ذليلة
وهل كانت مسرتنا مناما
يعجل شخص إيقاظي أفوله
فكم خطرت وكم لمحت بأفقي
وكم زارت لأيام قليلة
وكم حضرت بلحظات تلاشت
ولم أشعر...وما بالكف حيلة
كأن الفرحة الولهى خيال
تناحرها ليالينا الطويلة
فهل يبقى انتظاري لابتهاجي
طويلا والسعادة مستحيلة