حين يصبح الرجل سندا لا قاضيا ! بقلم ندى يزوغ
في كل علاقة بين آدم وحواء، لا يُقاس النجاح بسنوات العمر المشتركة، ولا بعدد الذكريات الجميلة، بل يُقاس بقدر الثبات في لحظات الانهيار، حين تسقط الأقنعة وتعلو صرخات الصمت، ويقف أحدهما على حافة الانهيار، بينما الآخر يتخذ موقع الثبات.
حين تنهار المرأة، لا تبحث عن رجلٍ يشرح لها أسباب الألم، بل عن رجلٍ*يصمت*ليحتضنها،*يصمد*ليحميها،*يصبر*ليغفر لحيرتها، ولنزيفها العاطفي الذي لا تفسير منطقي له سوى أنه الوجع الأنثوي الخام.
الرجل الحق، هو ذاك الذي*لا ينهار حين تنهار، بل يصبح لها سقفًا حين تتشقق جدرانها، ويصير لها وطنًا حين تغدو الأيام منفى.
إن* الإنسان القوي هو من يستطيع أن يحمل ضعف الآخرين دون أن يسقط، فكيف إن كان الضعف لأنثى أحبته، ورأت فيه المهرب من هشاشتها، لا شاهداً عليها؟
ليست البطولة في أن تكون رجلاً حين تكون الأمور بخير، بل حين تصبح أنت الخير الوحيد في فوضى لا تطاق. حينها، لن تنسى المرأة، لن تخون ذاكرتها. فالقلب لا ينسى رجلاً وقف في وجه عواصفها، لا ليسألها عن السبب، بل ليكون السد.
لا تقولوا لي إنّ القلب لا يسكنه إلا عقلٌ واحد، فالحب الحقيقي أن تكون عقلاً حين تغدو هي عاطفة محطمة.
فالمرأة، حين تثور، لا تريد من يقمعها، بل من يقرأها، يفسّر بكاءها الصامت، ويجيب احتياجاتها دون أن تنطق بها.
المرأة* لا تحب الرجل الكامل، بل الرجل الصادق، الذي يصرّ على البقاء حتى عندما لا تفعل هي. الذي يعاند ضعفها، لا ليقسو عليها، بل ليقول لها: "أنا هنا، مهما اختلطت عليكِ الطرق."
إنها لا تنسى من عانقها حين خافت، من دافع عنها حتى ضد نفسها، من قال لها "أنا أفهمك" حين خانها التعبير، من لم يجعل من لحظات انكسارها مادة للوم أو سلاحًا للانتقام.
الرجل الذي تستحقه المرأة هو من يظل واقفًا، حين يسقط الجميع.
هو من يصبح منقذها لا محاكمها، ملاذها لا سجانها.
ففي زمن الكسر، لا تنسى المرأة من رممها.
بل تعشقه، تحترمه، وتبقى له حتى في غيابه، لأنها عرفت فيه معنى الرجولة:*سندا لا صوتا، فعلا* لا ادعاء، احتواء لا ادعاء بالمنطق.
فكن لها ذاك، تكن لك كل العالم.