اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمال الشقصي
\
لاحظ يا بندر:
أنني علمت شقتاي الزحف على هذا التشاؤم كما يزحف حلزون على ورقة مفقودة في أحراش الأمازون، حينها اكتشفت أن هذه الوحشة ما هي إلا فرصة سانحة لركز ساقيّ المرصد نحو النجوم، واكتشاف ما هو أبعد من فلك النجم بكثيرٍ رغم فوضى الأغصان، وضخامة ثلاثين/ أرضٍ/ جدارٍ/ عامٍ من الحزن المتحجر أمام عدسة المرصد!!..
لاحظ يا بندر:
أنني أقلعت عن عادة إنشاد نصوص الآخرين منذ أزل، فآخر ما أنشدته من ـ إن لم يطعن خنجر النسيان خاصر الذاكرة ـ كان لرجلٍ مهمٍ لا أعرف عنه سوى أنه يدعى حزام الرشيدي، وكان ذلك بفضل رجل عظيم يسمى فهد عافت، حين أهداني نصاً لهذا الـ حزام عبر زاوية (ينشر لأول مرة) في مجلة قطوف أيان زهوها ومجدها الفاتن، أذكر هذا الغائر في أرض التغييب (أعني حزام الرشيدي) حين رتل (دعاء أهدابه) في نص يصدح من محراب الذات، وقال:
[poem="font="simplified arabic,4,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=1 align=center use=ex num="0,black""]الباب يرجف تصفع الريح عمره=وانا انزوي بآخر همومي ورى الباب[/poem]
[poem="font="simplified arabic,4,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=1 align=center use=ex num="0,black""]
أجر ذيل البرد واجتاح غمره=تشبه فرح ضايع ولا حوله أقراب
البرد يلدغ في الشرايين جمره=كانت تصحّي السمر بعيون حطاب [/poem]
إلى قوله:
[poem="font="simplified arabic,4,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=1 align=center use=ex num="0,black""]واللي يقول ان أكثر الحب بطره:=أقولها من فم مليان: كذاااب!![/poem]
:
إنني يا بندر:
قد وعدت أصدقائي القلة، بأن أرتحل إليهم ـ كعادتي ـ قاطعاً ما يقارب 500 كلم تفصل بين صمت المكان من حولي وما بين حنجرتي الأولى المنسية فوق حصير سعفهم الممزق، وعدتهم في كل مرة أن آتيهم بملف صغير، فيه من الشعر الذي يقنع ذائقتي الصغيرة، وما الشعر الذي يقودني لارتكاب المسافات الطويلة إلا شعر العِظام يا بندر.
يا بندر:
حين قرأت محمد علي الحربي في (أبجدية ليل فاضي) وقرأت عبدالمحسن بن سعيد في (السالفة).. وكذلك قرأت حزام في (دعاء أهداب ـ وحطاب).. كنت أقرأ ذاتي بأعين الآخرين، وأنا اليوم أجد ذاتي في نصٍ قد يخاله البعض نصاً موسوماً بالبساطة والعبور العابر، ولكنني يا بندر.. سأنتظرهم حتى ينهون إنشاده على سياق البهجة ذاتها التي انتابتني في غمرة ثلاثيني القاحلة، سأنتظرهم يتنفسون هكذا:
[poem="font="simplified arabic,4,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=1 align=center use=ex num="0,black""]الدرب قدّااااااااام.. والعهده على ارصفتي!=والجهد مخلوف.. واللي يكسب الصاااابر!![/poem] [poem="font="simplified arabic,4,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=1 align=center use=ex num="0,black""]
ما في جرابي سوى التخمين واسئلتي=ولا حولي الا الظلام... وكسرة الخاطر [/poem]
يا إلهههههههههههههي ما أعمق البساطة هنا.. كم هي جميلة معرفتك بالقادم الموؤود وأنت تسير إليه بلا أجرٍ يسدد لك قيمة بقاءٍ صغيرٍ فوق شبر اطمئنان. هكذا يجب علينا السير، وهكذا يعيدني بندر الصقر إلى ملحمة البدر حين قال:
زرعت ولا جنيت فـ هالزمن لي صاحبٍ وافي!!
يا بندر:
ثلاثينك الحزينة.. اوصها بالحزن أكثر، فمن هذا الوجع اكتشفنا شمعة الأعياد، ومن هذا النص سأنطلق إلى أصدقائي البسطاء عما قريب، لأحتفل معهم بولادة دعاءٍ جديد يسقط من رحم الحكمة، وما الحكمة إلا بساطة اكتشافنا للأشياء العابرة، حين تعبر حدودنا مكتشفةً عظمة البساطة في دواخلنا.
/
يا بندر:
اترك هذا النص بين يدي.. ووامنحني فرصة الابتهاج به على رقعة صغيرة من النشر، هناك حيث أود أن أطعم به نسر الذائقة الهزيل، الطاعن في عقديّ اللا وعي!
.
|
لا زلت _ وبعد كل هذه المدة _ لا املك القدرة على الرد يا جمال .. ولا الأحقية ايضا ..
قصّر الحرف كثيرا كثيرا ياجمال وأستنزفته الثقة _ العمياء _به مستندة _ بغدر _ على حزنٍ بات ينام على مخدتي كل ليلة .. مخدتي التي رأفت لحالي فباتت تسرق الشيب من رأسي شعرة شعرة
بات الحرف باهتا يا جمال .. فهل من متنفّس ..
ورب محمد إني أختنق أنا وحرفي ..