● همهمات وحيد ●

[مشعل الحربي]

وحيداً هكذا أفضل ..

خالياً من كل علاقة أو صداقة أو ارتباط .. من زوجة أو رفيق أو أسرة ..

هكذا أفضل من جهة واحدة وزاوية واحدة ، لكنه أسوأ من بقايا الجهات الماطرة بما لا يقدر العقل على تصوره
لأنه أمر يتجاوزه إلى الروح ، وإن كان هذا لا يلغي إدراكه ..!

أن تكون وحيداً هذا أفضل ..
من ناحية الألم الذي ستصاب به عاجلاً أم آجلاً
أو سيصاب به غيرك عليك ..
ألم الفقد لا لون له ، لا طعم له ، باهتة معالمه يأتي بغتة لتكون نكايته أشد ، ليكون نفاذه إلى الروح قاسٍ كحرارة السم في حلق من تجرعه ،
وكيف يحيا المرء وفي باله أن أي عارض يصاب به قريبٌ ..
هو علامة على انتهاء النَفَس ..
على أن الروح بدأت بإرسال الإشارات بأن قد حان وقت المغادرة ..
بأن الجسد المخلوق من طين قد حن إلى موطنه .. كذلك الروح قد ارتأت المغادرة وكل ذلك بقدر الله لا مناص .. .

كيف نحيا ..؟
وفي أعيننا تضمحل الأماكن رويداً رويدا ً،
حتى ما انقطعنا عنه منذ زمنٍ بعيدٍ نعود إليه كأن شيء لم يكن ..!
كأن لم يحدث هجرٌ أو فراق ..
كأن ما تركناه عزوفاً عنه ، هو نفسه تركنا عزوفاً عنّا ، ولمّا عدنا عاد كعملية عكسية لا حياة فيها لأنها تشبه نفسها لذا هي لاتطمح بأن تبدع شيئاً غير مألوف ..
فبقاء ما كان على ما كان عليه خيرٌ محض في كثير من الأحيان !

كيف نحيا ..؟
مع فقد من نحب ، والفاصل الذي - الخيط الرقيق - بين الحياة والموت مجردُ مكالمةٍ لم يُرد عليها لداعي الكسل ، والانشغال الذي لا نفتأ نقنع أنفسنا بجدواه في حياتنا
لكي نكون في ضمن دائرة المهمين ..!
لكي نقنع الآخرين بأننا نحيا على غرار الغير .. كأن الآخرين لا يقتنعون حتى نتكلف لهم إثباتاً بأننا هنا نحيا متناسين أننا هنا أيضاً نموت ،
فلا داعي لإثبات أمرٍ وترك الآخر عرضةً للفهم السائد ما دمنا نحاول جاهدين مجرد الإثبات !

كيف نحيا ..؟
والطفل في داخل كل منا شاخ على حين غرة ، كأن فقده لمعنى الطفولة في الصغر غير كافٍ لتسديد ثمن ما يستر به عورة المشيب !

..

أنت أيها الحالم ..
نعم أنت ..
يا من تضيق عليه الأماكن ..
يا من تكن الدنيا لديه في كثير من الأحيان ضيقة كعنق الزجاجة ..!
نعم أنت يا من يود لو كان له جناحان ليغادر متى ما أراد ، وليخترق أجواء أي بلد دون الحاجة لجواز عبور أو تذكرة سفر !
نعم أنت ..
كل هذا لا جدوى من ورائه ما دام عقلك يقطن في مكان ضيق في نظر الآخر ، بينما أنت تعيش حياتك كلها لتنفي وتدحض هذا الزعم ..!

[ أقسى السجون وأمرُّها تلك التي لا جدران لها ] ..

دمتم .

 

[عفراء السويدي]

أحيانا نحتاج أن ننغمس في عمق ذواتنا .. في صميم الإنفراد ..
وربما هذا ماكنتُ عليه في نصي هذيان ..
ولكن بالنسبة لي هي رحلة مؤقتة ..
وربما هي كانت خاصة بحروفي ..!

فالوحدة أراها قاتلة ..
والحياة أرحب من أن نعيشها بين قضبان دواخلنا ..
ربما أنا حالمة بدرجة ولكني واقعية بدرجة أكبر ..

راق لي نبضك ..

مساؤكَ رضا ..

 

[نادرة عبدالحي]

[ أقسى السجون وأمرُّها تلك التي لا جدران لها ]

أمر سجن قبعتُ فيهِ هو الوحده التي رمت افكاري برصاصات قاتلة
مخيفة ....وجعلت النسور تنهش جثتي اللا ميتة
دومااا سنمر عبر كلماتك لاننا نستمد منها الفتيله التي ننير بها احيائنا وبيوتنا

 

[عائشه المعمري]

[ أقسى السجون وأمرُّها تلك التي لا جدران لها ] ..

كان النص هُنا مكتنزاً عميقاً ،
فـ الهمهمات تطول إلا أن النفس واحد ،
ومعنى الضيق واحد أيضاً ..



شُكراً يا مشعل

 

[مشعل الحربي]

تنبيه /
حتى لا يُنسب الأمر لغير أهله ..
هذه العبارة ، لأدونيس [ أقسى السجون وأمرُّها تلك التي لا جدران لها ] ..
رأيتها تبدو كالملخص لذا جعلتها آخر الكلام ..

[ القديرة : عفراء ] ؛

أهلاً ..
كثيرٌ مما كتبت هو فيض شعور حالة عابرة لا أكثر ..
أستنجد بالورق والدواة لكي أعزز دفاعاتي أمام سيل من الرؤى والأفكار تصب في الجانب السلبي من شخصيتي
لذا نحن نكتب .. نتحاور ..

قرأت نصك الجميل / هذيان ..
كان تفكيراً بصوت مرتفع لذا كان واقعياً ، ومنطقياً ، لأمر قد يعيش في دواخلنا ، وتفكيرنا ،
لكن بقاؤه عند هذا الحد لن يؤدي إلا إلى الكآبة .. ، والتجاوب الغير فعّال مع هذه الحياة ..

لروحك البهجة يا فاضلة .

 

[عبدالرحيم فرغلي]

كل هذا لا جدوى من ورائه ما دام عقلك يقطن في مكان ضيق في نظر الآخر ، بينما أنت تعيش حياتك كلها لتنفي وتدحض هذا الزعم ..!

تأملات انضجها الألم .. وحياة صاخبة هنا بالكلمات ولكن لها وقع الآهات .

دمت بكل الخير والتأمل

 

[مشعل الحربي]

[ القديرة : نادرة ] ؛

أهلاً ..
لك الشكر يا ماجده على هذه الكلمات الجميلة ..
وما طُرح هو لدى الجميع ، ولا امتياز لي إلا بإذاعته ..

لروحك النور .

 

[فرحَة النجدي]

أن تكون وحيداً هذا أفضل !

أفضل نعم يا مشعل تفاديا لكل ما ذكرته من آلام الفقد و لكن الله آنس آدم بحواء
فكيف يعيش أي من البشر وحده !

العزلة مفند حقيقي لمقدرة الانسان على الصبر و الصمت و التفكر ،
و لكن دوامها محال على بشر صحيح نفسه ميالة للمخالطة بطبعها ..




نص جميل يا مشعل و لكنه أثار الكثير من الشجن
رُبما كتبتها ذات ألم و لكنها حقا شعور كثيرين في الحين نفسه الذي مررت به !
دمت بخير أخي ..