غصة من غصص " فيلسوف عاطل باطل " - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
؛؛ رسائِل للغائِبين ؛؛ (الكاتـب : رشا عرابي - مشاركات : 402 - )           »          محاولات بائسة في مقهى .. (الكاتـب : نوف الناصر - مشاركات : 2 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : رشا عرابي - مشاركات : 75385 - )           »          ...نبض... (الكاتـب : رشا عرابي - مشاركات : 4693 - )           »          نستحق أن نكون سعداء! (الكاتـب : ندى يزوغ - مشاركات : 0 - )           »          وَبَقيَ الحمام عَلَى عهدِهِ ** نادرة عبد الحي (الكاتـب : سيرين - آخر مشاركة : ندى يزوغ - مشاركات : 23 - )           »          وش عاد لو عاد (الكاتـب : يوسف الذيابي - مشاركات : 75 - )           »          حين يتصالح العقل مع العجز ! بقلم ندى يزوغ (الكاتـب : ندى يزوغ - مشاركات : 0 - )           »          في متاهات الزمن (الكاتـب : فهد ضيف الله البيضاني - مشاركات : 4 - )           »          ليتني،،ليتهم..! (الكاتـب : عثمان الحاج - آخر مشاركة : رشا عرابي - مشاركات : 302 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي

أبعاد النثر الأدبي بِالْلُغَةِ ، لا يُتَرْجِمُ أرْوَاحُنَا سِوَانَا .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-03-2010, 05:06 AM   #1
سعد الخشرمي
عضو أبعاد أدبية

الصورة الرمزية سعد الخشرمي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 0

سعد الخشرمي غير متواجد حاليا

Red face غصة من غصص " فيلسوف عاطل باطل "







ما أبشعُ هذا الصباح الذي لم أعتد عليه مطلقاً ، مكتظٌ بالغلاظةِ حتَّى أنني كرهته كثيراً ،كالساعة المعلقة على جداري الساخط الأخرس، كأن ثوانيها مصابة بجلطةٍ في عقاربها فلا تغادرُ أبداً، والوقتُ مليءٌ بالرتابة والمللِ، هكذا كان الصباحُ الباكرُ ثقيلاً جداً على صدري، منذ أن تخرجت من الجامعة وأنا لا أعرف للشمسِ وجه ولا للنهار سحنة، فقررتُ أن أجوسَ المنزلُ كاملاً، مررتُ بكل جدارٍ أسلم عليه، وفي الأخير عدتُ إلى الغرفةِ لعلِّي أجد للنوم سبيلاً.
جلست بجوار السرير الساذج أشاهده مستلقيا نائم ، كأنه يقول لي :
يا سعد أرجوك لا تزعجني.
حسدتُه كثيراً ولا أنكر ذلك، ووضعتُ ظهري على الأرض ووضعتُ قدماي على السرير ، علَّه يستيقظُ أو يشعرُ بأن أحداً حوله يداعبه مع هذا الصباح الباكر الثقيل، فإذا بعصفورةٍ من الأفكارِ تغردُّ فوق رأسي. نهضتُ من الدهشة وابتسمت ابتسامة المصدوم بالفكرة أو بالاكتشاف الفلسفي الجديد، رفعت قدماي إلى السماءِ أكثر حتى شكلتُ مثلثاً زاويته قائمة ، فقلت بارتياحٍ وسعادة:
ما أجملك يا سقراط يا أيها الفيلسوف العظيم ، عرفتُ كم أنت خالياً وفارغاً مثلي . ثم صمَتُّ هنيهة وعدتُ قائلاً :
أتعلم يا سقراط بأنَّ القدم أعلى من العقول منزلةً ؟ ، فانظر إلى جارنا العزيز ، لاعب كرةٍ ممتعٍ ، هاهو بفضل الله ثم فضلِ أقدامه أصبح أشهر منك يا فيلسوف زمانك.
فصمتُّ مجدداً وقررتُ أن أمشي على عقلي وأجعل قدمي مشمخرةً علَّها تكون أشهر من جارنا العزيز، حاولت مراراً وكل مرةٍ تبوء محاولاتي بالفشل الذريع ، فجلستُ حسيراً وبدأ يسيطر عليَّ ذلك الهمَّ الذي حزته عليه لأضيفه إلى همومي السابقات من فشل في إيجادٍ عملٍ حتى وإن كنتُ أمزّق ثوبي وشماغي وأرتدي البذلة البنفسجية الممزقة وأغسِّلُ أرصفة الحي ومن ثمّ أعرّج على السيارات ولكن للأسف الشديد قد نهرني العامل الآسيوي من فعلها لأنه يمتلكها بالباطن ولكم أكن أدري، فصمتُّ كعادتي مجدداً. وما زالت الفكرة تستحوذني وتستعبدني ، كيف أمشي على قدمي ؟! ، هل استطيع ؟! وإن اسطعت كيف أرى الناس من حولي أأراهم كأنا ؟ ، لا أعتقد ولكن بفكرةٍ بديهيّةٍ أن الفقراء يمشون على أقدامهم والأثرياء يمشون على عقولهم فارتديتُ لبساً رياضياً وهرعتُ مسرعاً متأبط الفرح سأكون من الأغنياء الباذخين ، فدخلتُ مزهوَّاً وبكل سرور ألقيت السلام على موظف النادي وقلت له بابتسامةٍ تفيضُ تفاؤلاً :
أتيتُ لأريكم كيف أصنع من الكرةِ أرنبٌ إني أسحر من الساحر ذاته.
فابتسم وقال لي مشكوراً:
أهلاً بك سيدي ، ولكن لا تنطبق الشروط عليك.
ظهرت على سحنتي علامات وعلامات من الدهشة :
كيف ؟ لا تنطبق الشروط وكأنني ركضتُ ميلاً وأريتك سحري.
قال بامتعاضٍ وبإشارةٍ :
لو كنت كالمساء لوناً لانطبق عليك الشرط الأهم.
غضبتُ جداً حتى أنا الشعار النازيّ ظهر على جبيني ، وسحبتي نفسي إلى عمق أضلاعي وكتمتها كعادتي وعدتُ إلى الغرفة واستلقيت على السرير لأخلد إلى نومي المعتاد.
..
وبعد ذلك النوم الغائر من غضبي ، وإذا بالصداعِ يشنُّ على دماغي بطائراته ، قمتُ انفضُ جيب ثوبي الفارغ وأبحث عن ريالٍ يسعفني بحبّة اسبرين تكون كمضادٍ لطائرات الصداع ، باتت محاولتي فاشلة كعادتها ، علقتُ ثوبي على الشماعة ، ورميتُ بالمحفظةِ على المكتبةِ فوقع الكتاب الذي أشتريته مؤخراً " الأمل " وكان مفتوحٌ على فصلٍ عنوانه " لا تنظر إلى نصف الكأس الفارغ " ، وكأنَّ رداراتي التقطت فكرة بأن أجرِّبها واتناسى الصداع فتوجهت إلى المطبخ وملأت نصف الكأس بالماء ، وعدت مجدداً إلى الغرفة وجلستُ أركز وأركز على النصف المليء ، واستغرق التأمل ساعة .
كسرتُ الكوب بعد أن رميته على الأرض ، والنفس توغلت في الألم عندما علمت يقيناً أنني غبي ، مضت ساعة وأنا أشاهد النصف المليء بالماء، فعلاً دخلتُ في حالةٍ هوجاء، ففعلاً بأنّ مكتباتنا أصبحت تبيع الكلام الفارغ ، كثوبي الفارغ ، كأنا الفارغ ، كنصف الكأس الفارغ.
وبعد هذا الصباح الكئيب رنّ هاتفي الخلوي ، فأفزعني فرحاً ، واختلطت مفرداتي ، وبدأتُ أتخيَّل هذا الرقم الجميل الغريب، كدتُ أن أفقد اتصاله ، ولكنني استجمعت قواي وأجبته :
- " ألو "
إذا بصوت أنثى رقراق يقول :
- السلام عليكم ، ممكن آخذ من وقتك دقائق ؟
قلت والفرح يتأجج في جسدي :
- من رأسي وحتى أخمصُ قدماي سبورةٌ لكِ واكتبِ بها ما شئتِ.
تغيّر الصوت فجأة إلى صوت رجلٍ يتخلله صوت كأزيز المحركات :
- ضحكت عليك معك نائف.
حنقتُ عليه كثيراً ، وقلتُ :
- يالله صباح خير ، خير يا طير .
ضحك قليلاً وبدأتُ يحدثني عن أخبارٍ سارةٍ فقال :
- لا تعصب ، فتح باب التسجيل في شركة راشد ، قابلني عند المحطة .
لبستُ ثوبي الشتوي ، وشماغي الأحمر كدم الغزال ، وحلقتُ ذقني حتى أنني حلقتُ الجلد معه لكي يصبح كالمرآةِ يتجمّل بها الرآئي وأخذتُ شهاداتي وخرجت للقائه.
ألتقيتُ بنائفٍ عند المحطة ومشينا على عجالةٍ إلى تلك الشركة الجنّة الغنّاء ، وصلنا إليها إذ بها شامخة مشمخرة ، وولجنا مع بابها مندهشان من جمالِ أورقتها وبدأت أتخيّل نفسي موظف مرموق بها .
أنخت ركابي أمام مكتبٍ يسرُّ الناظرين ، واسعٌ جداً حتى أنني خلته ملعباً من رخامٍ لكرةٍ يدٍ ، فجأة دخل ذلك الصوت الشامي الجميل ، يقول بكلّ لباقةٍ :
- يا أهلين وسهلين ، صباحكم وردتين .
ابتسمتُ ورنتُ بنظرةٍ إلى نائف ، فابتسم أيضاً وكأن عينيه تقول لي " أبشر بالخير " وضعتُ سيرتي الذاتية بلا مقدماتٍ إليه وقلتُ :
- سيدي سمعنا بأن لديكم وظائف شاغرة لذلك أتينا نتقدم إليها ونفخر أن نكون بينكم.
ضحك ذلك الرجل الشامي فقال :
- قد اكتفينا ولكن دعوا ملفاتكم وإن وجدنا فرصة أخرى سنتصل بكم.
رمقتُ نائفاً بنظرةٍ شزراء ، وسحبنا أنفسنا إلى الأعماقِ وخرجنا إلى اللامعلومِ، فوقفتُ أمام الشركة أنظر إليها فلم أرى سعودياً يدخل معها أبداً ، فقلتُ لنائف :
- قررتُ أن أفصَّل ثوبي الشتوي بذلة فاخرة وأجعل شماغي ربطة عنق .
ضحك نائف مني كثيراً وقال :
- ما أجملك وأنت تقول لي " يا أهلين وسهلين وصباحكم وردتين "
دخلتُ إلى الشركة مجدداً بتلك البذلة الرائقة ، وكأني تاجر هنديٌ أو رئيس وزراء باكستان ، فقام لي الجمعُ احتراماً وقالوا لي :
- تفضل يا سيّدي ، فأنت أمير الأزمنة والأمكنة.
فعدتُ إلى نائف أقول له ، لم استطع الاستمرار فقد أوجست خيفة من أن يكشف أمري وأكون منتحلاً لشخصيةٍ مرموقةٍ ، فقال نائف بابتسامةٍ :
- ليتك دخلت فقد تفوز بعقد الوظيفة وتصرف على نفسك وعشرة صفوفٍ من أشكالك.









 

سعد الخشرمي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-05-2010, 07:40 PM   #2
فضائِلْ
( كاتبة )

افتراضي


{

مؤُلم جِداً أَنْ لا تَجد مِنْ يُقدرِك
والأَلم مِنْ ذلِك ( الإِنتَظار حتى الْفَرج ... )
:
:
سعد الخشرمي
ما كَتبتُه يَعكس واقِع حَقيقي يَتعايشه الْكثير الْكثير
وهُنا يَكمن الْجمال الْحقيقي
توليبُ يُعانِقك



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
}

 

التوقيع

وس أَشعَبْ
بَعض سِهام الْطُهر ل غَلبةِ قَبائِل الْمُدعين.. !
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

فضائِلْ غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-17-2010, 07:51 PM   #3
خالد العلي
( شاعر )

افتراضي


.
.

فعلا مؤلم جدا هذا الواقع!!
حتى التفائل بتغيير المظهر الخارجي بات مستحيلاً!!


سعد شكرا كبيرة

 

التوقيع

.
.
صَحِيِتْ . وْلاَ صَحِيِتْ إلاّ ..! أَدَوّرْ لِـي سِمَـاحْ مْنِيـِنْ.!؟
.......... مَـعِـيِ ذَنـْــبٍ .. يَخَلّـيِـنـِي ..! أَغـِــصْ بِـدَمْـعِـةَ الْـعِـبْـرَهْ

أَرُوُحْ لْمِيِنْ؟ لاَ ضَاقَتْ عَلىَ مِثْلِيِ .! وَارُوُحْ لْوِيِنْ؟!
.......... سَهَـتْ .! حَتـّى الْعُيـُونَ اللّـي تِـحِـسْ بـِوَخْـزَةَ الإبْــرَهْ!

خالد العلي

خالد العلي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02-03-2010, 10:21 AM   #4
سعد المغري
( كاتب )

افتراضي


..
سعد الخشرمي..
هذه الـ قصة الـ ساخرة الـ فاخرة الإجتماعية
تأخذنا إلى واقع لايُفرح حتى يرجمنا بـ وطن .!
لاجُمّد الله لك مداد
فـ أهلاً بك في أبعاد .

 

التوقيع

الـ كتابة معركة:- وأنبل فرسانها الـ حزن ..!

سعد المغري غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:28 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.