احترفت الخوف و الآن أحترف الحياة .. - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
عابر حيث ضفاف شجونها (الكاتـب : علي البابلي - مشاركات : 29 - )           »          خواطر قصيرة جدا .ابتديني بمسك الختام (كلمة) .. (الكاتـب : نادية المرزوقي - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 466 - )           »          رجل القش (الكاتـب : منى آل جار الله - مشاركات : 0 - )           »          سقيا الحنايا من كؤوس المحابر (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 7523 - )           »          عندما تعجز عن إثبات عقلك في عالم لا يصدقك! (الكاتـب : ندى يزوغ - آخر مشاركة : منى آل جار الله - مشاركات : 1 - )           »          خبايا الأرض (الكاتـب : منى آل جار الله - مشاركات : 2 - )           »          مِقْصَلَةُ الْأحْلَامْ ..! (الكاتـب : بلقيس الرشيدي - آخر مشاركة : عُمق - مشاركات : 77 - )           »          صرخات تعتلى الانا (الكاتـب : ايمَــان حجازي - آخر مشاركة : عُمق - مشاركات : 13 - )           »          سئمت ...!!! (الكاتـب : ليلى آل حسين - آخر مشاركة : عُمق - مشاركات : 45 - )           »          بضعٌ و نَيف من ( عُزلة ) (الكاتـب : ايمَــان حجازي - آخر مشاركة : عُمق - مشاركات : 52 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد المقال

أبعاد المقال لِكُلّ مَقَالٍ مَقَامٌ وَ حِوَارْ .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-29-2025, 07:09 PM   #1
ندى يزوغ
( كاتبة )

افتراضي احترفت الخوف و الآن أحترف الحياة ..


احترفت الخوف، و الآن أحترف الحياة..

بقلم: ندى يزوغ

لقد احترفتُ الخوف كما يُحترفُ عزفُ آلةٍ موغلة في الحزن..!

كان للأسف رفيقي، ظلّي، طقسي الصباحي في سنوات عدة. أمارسه دونما سبب، كأنما صار عادةً متأصلة في جسدي، كأنفاسي التي لا أستأذنها. ومن هذا الاعتياد المُمض، مارست عنفًا ناعماً ضد ذاتي، وجّهتُ بوصلتي نحو جلدٍ قاسٍ وقمعٍ صامت، وتبخيسٍ مستتر في طيّات حديثي الداخلي.
لماذا تعلّقتُ بأشخاصٍ لم يلتفتوا لي إلا لماماً؟ لعلها هشاشتي التي أزهرَت في داخلي خرافةً مؤلمة: أن لا أحد سيحبّني كما أنا، أن لا أحد سيقف لأجلي إن سقطت.
فاحتجتُ لتعلّقٍ أبرّر به غربتي عن ذاتي.
كم كنتُ جائرة بحق نفسي حين أعميتُ بصيرتي عن نُبل جوهري، عن حدّة ذكائي، عن سرعة بديهتي، عن ذكاءٍ عاطفيٍ واجتماعيٍ يغلفني كعباءةٍ من نور.
أنا التي لا تزعم الكمال، ولا تدّعي الغرور، لكنني أحمل في جعبتي مهاراتٍ تشهد بها التجارب، وتزكيها الأيام.
دراستي الجامعية في اللسانيات العربية لم تكن وقودي الوحيد. لم أؤسس بها شخصيتي، بل كان بنائي الثقافي كالسهل الممتنع، منوّعًا، متشعّبًا، ينهل من منابع شتى، تتداخل فيه أصوات الشعراء، وتأملات الفلاسفة، وأسرار الكتب.
كنت أحلمُ أن أكتب بالفرنسية، أن أصنع لنفسي مكاناً في عالم الصحافة، لكن الحياة ساقَتني إلى الكتابة بالعربية، إلى التدريس، لا بحثًا عن الشهرة، بل لأضمن لقمة العيش، وأقتطع من وقتي ساعاتٍ أتنفس فيها حريتي على الورق، فأحيا.
كانت الكتابة ملاذي، ملاذاً يشبه وقوفي أمام شاطئ المحيط الأطلسي، أو البحر الأبيض المتوسط، أنظر إليه وأقول: "ها أنا ذا، كبرتُ، وما زلت أُحب الحياة".
رغم ضيق ذات اليد، كنتُ أسافر. أخرج من مكناس أربع مرات في السنة، لا لأنني أملك الكثير، بل لأنني عرفتُ كيف أصنع من القليل متّسعًا للفرح. كان راتبي زهيدًا، لكني كنت غنية بروحٍ تتقن التفاوض مع الأحلام، وبعائلةٍ تضع الحب والكرم والتضحية أولًا.
زرتُ دولاً شتّى، وأحلم أن أزور المزيد. فالسفر بالنسبة لي ليس ترفاً بل ضرورة، هو مرآتي التي أرى فيها وجهي بوضوح، بعيدًا عن أصوات الماضي وخيباته.
وأؤمن أن للقدر حكمة، حتى في حرمانه، وربما كنت أنا من علّق وزر التأجيل على كتفيه، هربًا من اختيارات مؤجلة.
أحلمُ أن أكون كاتبةً تصنع فرقًا، تداوي بالحرف، تفتح أبوابًا كانت مغلقة. لا أكتب لأنال فقط تصفيقًا، بل لأُضيء أيضا دهاليزَ الآخرين، ولأمنح القارئ متّسعًا للتصالح مع ذاته، ليُقلب صفحات كتبي كما يُقلب صفحات عمره، بشغفٍ لا يهدأ.
أطمح أن أكون قناةً تنقل المعرفة، وسبيلاً للراحة والسكينة بعد كل حرف، وكل استعارة، وكل تشبيه. أكتب لأحيا، وأكتب ليحيا غيري.
لا أطلب شهرةً فارغة، بل أطلب نفعًا، موردًا حلالًا من نتاج عقلي وروحي. سيعارضني كثيرون، أولئك الذين يتوجسون من أحلام النساء، لكنني لن أفتح باب التراجع، لن أساوم على شغفي.
أريد أن أطوف الأرض، أن أتعرف إلى ثقافاتٍ شتى، أن أقترب من أناسٍ مختلفين عني، أن أمارس فضيلة الإنصات لا الحكم. أريد أن أتنفس أخلاقًا أكثر سموًا، أن أتتلمذ على موائد الحكمة، أن أتشبع بأطباقٍ فكريةٍ مُزينةٍ بما نشأت عليه من القيم.
أريد أن أتعلم لأُعطي، أن أملأ كأسي لأملأ كؤوس الآخرين، فمعيني لا أريده أن ينضب.

ما زلت هنا، أكتب، أتنفس، أؤمن أن الحرف خلاص، وأن الحلم إذا ما رافقه إصرار، يصير واقعًا يُشبه البحر… عميق، واسع، لا يُحدّ.

 

ندى يزوغ متصل الآن   رد مع اقتباس
قديم 05-03-2025, 01:41 AM   #2
سيرين

(كاتبة)
مراقبة

الصورة الرمزية سيرين

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 208284

سيرين لديها سمعة وراء السمعةسيرين لديها سمعة وراء السمعةسيرين لديها سمعة وراء السمعةسيرين لديها سمعة وراء السمعةسيرين لديها سمعة وراء السمعةسيرين لديها سمعة وراء السمعةسيرين لديها سمعة وراء السمعةسيرين لديها سمعة وراء السمعةسيرين لديها سمعة وراء السمعةسيرين لديها سمعة وراء السمعةسيرين لديها سمعة وراء السمعة


مـجـمـوع الأوسـمـة: 1

وسام التميز ابعاد



افتراضي


وحين تمتليء الحياة بالاحلام وتحقيق الذات تصبح جديرة بأن نحياها
دام الفكر المنير والقلم الباهي مبدعتنا ندى
مودتي والياسمين

،،

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

سيرين متصل الآن   رد مع اقتباس
قديم 05-03-2025, 07:07 PM   #3
منى آل جار الله
( آنين المطر )

الصورة الرمزية منى آل جار الله

 







 

 مواضيع العضو
 
0 الوعي المفاجئ
0 مظلة فكرية
0 ق ق ج _ عابر
0 مقال فارغ

معدل تقييم المستوى: 50618

منى آل جار الله لديها سمعة وراء السمعةمنى آل جار الله لديها سمعة وراء السمعةمنى آل جار الله لديها سمعة وراء السمعةمنى آل جار الله لديها سمعة وراء السمعةمنى آل جار الله لديها سمعة وراء السمعةمنى آل جار الله لديها سمعة وراء السمعةمنى آل جار الله لديها سمعة وراء السمعةمنى آل جار الله لديها سمعة وراء السمعةمنى آل جار الله لديها سمعة وراء السمعةمنى آل جار الله لديها سمعة وراء السمعةمنى آل جار الله لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


أزهري بذاتك ي جميلة ولا بأس ان اصابتك نوبات من المشاعر المتضاربة فالحياة علمتنا ان بعد كل غروب شروق
سلم المداد ... وتينة

 

التوقيع

كائن يبحث عن وسادة من ضجيج عقله ..
" لا أحد يدرك الأمر سوانا "

منى آل جار الله متصل الآن   رد مع اقتباس
قديم 05-06-2025, 01:20 PM   #4
ندى يزوغ
( كاتبة )

الصورة الرمزية ندى يزوغ

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 2909

ندى يزوغ لديها سمعة وراء السمعةندى يزوغ لديها سمعة وراء السمعةندى يزوغ لديها سمعة وراء السمعةندى يزوغ لديها سمعة وراء السمعةندى يزوغ لديها سمعة وراء السمعةندى يزوغ لديها سمعة وراء السمعةندى يزوغ لديها سمعة وراء السمعةندى يزوغ لديها سمعة وراء السمعةندى يزوغ لديها سمعة وراء السمعةندى يزوغ لديها سمعة وراء السمعةندى يزوغ لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سيرين مشاهدة المشاركة
وحين تمتليء الحياة بالاحلام وتحقيق الذات تصبح جديرة بأن نحياها
دام الفكر المنير والقلم الباهي مبدعتنا ندى
مودتي والياسمين

،،
أجمل ما نملك من نعم يا سيرين صديقة الحرف الجميلة :

أننا نعاود من جديد و نقلب الصفحات بسرعة ضوئية بفضل ذاكرة تنسى بسرعة و بفضل وعي يتأقلم و يتعايش إلى أن يربي ريشا جديدا قادرا على أن يكون وسيلة للتحليق بلغة رصينة و بأسلوب حياة استثنائي..

فقط لأن الشخصية مالت للنضج للتجاوز و للانعزال عن عالم الصخب و جدالات التفاهة ..

 

ندى يزوغ متصل الآن   رد مع اقتباس
قديم 05-06-2025, 01:25 PM   #5
ندى يزوغ
( كاتبة )

افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منى آل جار الله مشاهدة المشاركة
أزهري بذاتك ي جميلة ولا بأس ان اصابتك نوبات من المشاعر المتضاربة فالحياة علمتنا ان بعد كل غروب شروق
سلم المداد ... وتينة
منى صدقيني كلما أزهرت يا أختي الرائعة كلما انهمرت أكثر فأكثر حروفا هي متنفسي و رئتي الاستثنائية ..

فأعاود الاتصال على نسختي الأصلية في سباق المسافات الطويلة مع لغة الكتابة ..

 

ندى يزوغ متصل الآن   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:54 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.