سنوات الضيـاع (لميس)

[معجب الشمري]

،
الحلقة الاولى من الضياع..
،
منفيّون من الوان الحُزن، نتقوّس في سماء النبض...
نزّف انفسنا إلى مجرّاة تبتهل الألوان لـ نخبر الارض، بأن لاشيء يستحق..
في سكّة الحُزن كُنا نتسوّل الليل لـ نبقى..
يصرخون، يبكون، وينزفون حيناً..
هكذا تمضي الليالي بين كل عثرة يخلقها المساء، وتحتفل بها السماء..
كانت طفلة من هناك، تنظر وكأن الكون يسأل معها..
ملتحفة حُزن يُربك الوان الضياع جميعها..
قلت: مالذي تفعلينة هنا؟
وكأن نيزكاً صعق ثورة غضب ليسقط على الارض..
هَمَسَتْ: (صديقي الحُزن)..
مضيت والليل يصرخ..
وأنا لغة شتات مجردّة من الوان الحياة جميعها..
فوضى مُشتعلة، ولظى ذكريات الارصفة تسألني..
تلك الـ (رفيف) لـ تكن بين روحك ونبضك..
دثرّها من الجنون أعظمة..
واغفو بجنون.،
،

 

[معجب الشمري]

[CENTER]
،
الحلقة الثانية من الضياع..
،
يصرخ القدر على ثورة الحُزن هناك..
كان يتسلل من تحت انقاض الوجع لـ يسكن بين الوريد والوريد..
مكبّلاً بأغلال الدمع..
يُحاك الألم بـ مغزل التنهيد..
وبيني وبين الـ آه عروة وثقى..
قرأت التمجيّد لـ أسكن في اعلى ارفف سنينة..
وحكم عليّ اللقاء ان اهرب من تلك الاحياء هُناك..
لـ أبحث عنها، تُرا اين تسكن الآن..؟
موعد الموت ذاك..
كان ابشع قصّة تخنق الغصّة، وتبعثها ذات اللحظة..
واصرخ من هناك..
(وينك يارفيف.. ليش رحتي..؟)
فـ تنتهي زفرة غشاها الموت.،
،

 

[معجب الشمري]

،
الحلقة الثالثة من الضياع..
،
غُربة تنتشلني من بينهم..
يطوفون بذلك الحيّ، وطفل يقذف بهمّة على لعبة كانت..
آخَرَ هناك يحدّق في تجاعيد امّة..
وآخر يبكي بلا اي شيء..
كُنت هناك اجوب المنفى وانا اسأل الممرات:
انا، هل اُشبهني حقاً..؟
كنت مكفناً بـ لون السراب، والنعش يهتف لي بصوتٍ خافت..
اشتقتك جداً يامِعجب، تعال لـ نرحل عنهم..
الآن تعال..
فـ امضي نحوة، وتكون صرختها عليّ مُبهمة الجنون:
مِعجججججب..
لنرحل الآن، فـ أرحل برفقة ذكرى الموت قبل ان يوشحني الكفن بذكراهـ..
،
سلكت ابعد مدى يأخذني للحُزن كي التقية..
يقتلني او اقتلة، يهشمنّي او يستعمرني فـ ارضخ لجبروتة مهما كانت اسوار القدر..
كنت اقترب جداً، ويبتعد جداً..
كلما عجلّت خُطاي وجدت خُطاة تهرول بـ سرعتي..
جفّت الوان الحياة، وانسكب بين اضلعي ورأسي دمعاً أنهك ذاتي..
بدأت اضع كفيّ لـ اتأكد من نبضاتي..
هل زالت، ام انها لازالت ترتجف..؟
سقطت على ركبتيّ وكان النوح سيّد الصمت..
رغم الوحدة، رغم الموت، رغم الألم، صرخت بأعلى صوتي..
(مِعجــــــــــب.. انت الضياع)
اشعلت السماء فتيل الأنين وانهمرت..
كانت تطوف من ُهناك، تتسلل إلى خُطاها تمتمات الجنون..
جففت دمعتي بـ أنامل كفّها..
ومضت قبل ان تُخبرني بأنها (لميس) أوجاعي الثُكلى..
آه يالميس.،
،

 

[معجب الشمري]

،
الحلقة الرابعة من الضياع..
،
قرأت تفاصيل الحُزن بين عينيها..
وكأن الأوردة تزفها إليّ حتى تكدسّت في محراب الموت..
مُغتالة ملامح الحياة بين امسها واليوم..
لاشيء سوى الاختناق وكواكب تبكي..
موت رفيف الحياة..
واستعمار لميس الحُزن..
وليلٌ يتنهد قُرب سماء خاوية إلا من الأوجاع..
ذهبت أطوف تلك السكك التي كنّا نلتقي بها..
سألني الشباك..
ماذا فعل بك القدر..؟ وأينها؟؟
إشتقت انفاسها بعد أن تتسلل إليك لـ تهمس:
(بَحبَك)
أترجّل الفرح من ذاتة، او كُسِر غصن الامل..؟
كان يُلقي بأكوام استفهامات تخنق السماء..
قلت لاأعرف إلا أنها رحلت..
وتركت لي الموت..
،

مضيت وانا احاول ان احل قيود الحُزن..
موطن كبرياء يجعلني ادعيّ الحياة..
وقلب ميّت إلا من نبضاتة..
نجوب الشوارع كـ الهواء.،
ذات زفرة استحوذت على ملامح جنوني..
جعلتني اهرب من كل شيء لـ انثر حُزني في جبينها..
عانقت الـ لميس وانتثرت بكاءً علّي اُبعثُ من موتي..
كانت تقول بأن كل شيء سيبقى بخير..
(لاتخاف).،
،

 

[معجب الشمري]

،
الحلقة الخامسة من الضياع..
،
امسكت بكفّ الـ لميس، وكان ميثاق الجنون يطغى على ملامح الحُزن انذاك..
لن نكون مقيّدين بـ وثاق سيجعلنا نرحل عن كل شيء..
سـ نبقى نتنفس الارض بشهيق، ونستعمر السماء بـ زفير..
ونمضي كـ لظى تلتهم الايام وترحل..
قُرب اول صفعة للحُزن، وضبّت كفني، والنعش يسألني..
هل اُقبلّك..؟
امسكت بقنديل الذكريات، اشعلتة وبقيت هناك اقرأ صفحات الامس..
وكيف كنّا نرسم الشاطئ على ضفّة الزمن..
مِن هُنا اشترينا الذرة، وهناك اكتسينا من الليل ضحكة..
ومِن هُناك، بقي الجنون يهمس لنا..
(تحبني؟)
،

امسكت بِركبتيّ امام شُعلة تجفف ارتجافي، وبرد جارف..
فـ انهمرت من جديد برحلة ضياع مُربكة.،
،


]

 

[معجب الشمري]

،
الحلقة السادسة من الضياع..
،
الآم تصارع الموت لـ تصمد..
وأوتار قيثارة الوجع تُعزف..
سوداوية قدر تقذف بنا حيث المنفى، ونحن البقاء للحُزن..
نجدّف بـ قارب مثقوب..
نتسول من الفجر نفثة اوكسجين..
فـ نهاجر إلى احزاننا من جديد، هي الأوفى، هي الاعظم، هي الاصدق..
كلما احتجنا ان نحتّج، اجتاحنا الأنين فـ اصبحنا نُكبّل بأغلال الذكرى..
اصبحت تتسلل إلى ذواتنا فوضى طفولة لـ تقول:
(تعال نبكي يمكن يطلع مع الدمع الحزن).!!
،
لميس، يرسم لنا الحي ذاك الوان البقاء تحت رُدهات الوجع..
كـ اوراق لعبة السراب، كلما اقتربنا، ابتعدنا..!!
كوني أنا، وسأكون انتي، ربما حينها كلما ابتعدنا سـ نقترب..
الليل يالميس يزرع عثرة في كل دقيقة..
بين الأوردة ضياع، والرئة امتلئت بالحزن من السنوات..
من ينثر في روح الجرح ملح..
ومن يجرؤا على ان ينتهك حدود الصمت لـ يجعلني اصرخ جداً..
ومن يلوّن السماء بغير مجرى القدر..
إن كنتِ جريئة بما يكفي لـ أن تُجيبي الاحزان تلك..
اقتربي مني، تسللي من كل شيء..
وقولي بأن الـ لميس، ستبقى لميس..!!
،

 

[معجب الشمري]

،
الحلقة السابعة من الضياع..
،
فراق س ـيكون.،
ولكل منّا جهة تسلبة من الآخر..
لم تكن الريح تجري بما تريدة السُفن..
ولم تُكن الاحزان تعصف كما يشتهيها الأمل..
أمسكت بأنامل كفّها، والغروب يلوّح بكفّه..
سألت الحُزن عن اول صفحة في قاموس الغرق..
كيف ينجو منه الهالك، وكيف كافح المُلقى في بحر مجنون، لـ يتسلق الشاطئ قبل ان يلتهمة البحر..
فنجان يتوشحة العجز عن البقاء، تطفو في اعلاه رغوة الدمع..
وكأن كل شيء كان، اصبح حرف في ورقة طفل..
يرسم في مِرسمة، ويمحو كيف ماشاء..
جسدٌ منهك، وروحٌ مُتعبة..
لاشيء ناجي من رائحة الهلاك عدا نبضات قلب يُشك بأمرها..
سنين رُسِمت لـ نتوغل في اعظمها، نضحك، نهشّم، ونُعاتب من الكبار..
نُعاقب بأن يُغلق علينا بعيداً عن حدودهم..
ونبتسم لأننا لانريد سوى البقاء بالقرب..
قُرب خصلة ترتطم بجفنها فـ تسحقها شفاهها غيرةً منها..
قُرب كف تلامس جنون وجْنَتُهَا..
قُرب انامل تجفف دمعها بعد أن يُسقطة الرعب من الفقد..!!
،
توشحّت بدثار من خوف..
وعلى شُرفة الهاوية..
إستلقيت.!!

،

 

[معجب الشمري]

،
الحلقة الثامنة من الضياع..
،
رَحَلَتْ،،
ولم يبقَ لي سوى الضجيج، حُزن يفتك بي، وموت ينهش من ذاتي..
الليل أسود، والفجر أسود، والصُبح أسود..
لاشيء سوى الموت يقضم من خاصرتي..
والأنين يُولد من تحت وسائد الحنين، رغم فوضى الحُزن الجبّار..
مُمسكاً ببرواز تتعمقّة صورة كانت تجمعنا هناك..
كلما سألت أضلعي عنها، تهشمّت فـ عاد الجنون يبعثها..
رَحَلَتْ،،
ولم يبقَ سوى رائحة عطرها التي تتسلل إلي ذات كل مساء..
تتخبط في اعماقي، وتمضي بعد ان تُلقيني من ثامن سماء..
أمسكت الصورة، ضممتها إلى صدري..
واعتكفت على حُزني وحدي..
بصرخة ذكرى الـ لميس،
ودمعي المجنون.،
،