أجل صدفة..
فانا ممن يكتبون رغما عنهم ، أكتب لأنها - تلك الدفقة - تلدني أينما شاءت وقتما شاءت ، تتقيأني على ملأ دون ترتيب أو تهذيب أو سابق إنذار، دونما اعتبار لما أوثر الاحتفاظ به من بعض سادية و برودة أعصاب.
مضت أشهر أدوِّن فيها نفسي على شيء ما، في مكان ما بلون قرمزي ، سميك الأوراق ، أعمى الأيام - ولا أنكر انني أرتاح لغبائه كثيرا - ولمكانه القصي هناااااااااك .. هناااك .. حيث لا يدركني أحدهم ، وإن فعل فلا يفهمني.
منذ قليل عمدتُ إليه لأكتب لك ما لا تقرؤه – كالعادة - ، فوجدتهم قد سرقوه أو راودوه عن عماه فاصطحبوه في نزهة ، ثم تجولتُ بين الأروقة أبحث عن مقعد مريح أقضي فوقه ظهيرة رطبة ، فوجدتُ المقاعد كلها مزدحمة والوجوه مصبوغة ، والحروف ناعمة مكررة بما يثير تكذيبي.
صدفة سأكتب لنفسي اليوم هنا ، ولا أدري متى سأفعلها مجددا ، فلطال ما كنتَ ماهرا في استثارة الدفقات من قواريرها بغتة (ويا لك من خبير قوارير) ، رأيتكَ بينهن تعابث الرمادي المفضل والوردي المفتعل ، ولامانع من بُنـِّي قوي تحبسهن به، بَيْد أن شحوب الأصفر هو صنعتك في اجتذاب الفضول.
أما من رجل له لون واحد محدد؟ لا أظن ، وعليه فصدفة قررتُ الترفع عن ساحة الألوان ، لستُ بحاجة لتلك المعارك النفسية الوهمية ، بالأحرى لن أتبنى دور "أنثى السواد والجهاد" .
صدفة فاجأني قلبي بشعور بليد يرى مسار ما تفعل ، وصرتَ مُجَازا عندي فيما تقول وما تريد . بَصُرتُ أخيرا أنني غير ذات قيمة خاصة لديك كما أخبرتني ، فما قيمة قول يشد من أزره عمل معاكس؟
معذرة أيها السيد، في حضرتكَ دون وعي وجدتني أغلق الصفحة ، وأكتب عن غير عمد في دفتر صحيح ، حيث لم أعد أهتم أن تقرأني .
داليا / الجمعة 14 نوفمبر 2008