وطن لن يتكرر ..

[عبدالله المنذري]

عموماً لن أكون هنا دوماً
للقِطار محطات كثيرة يعبُرها
ولكي أكون في الـإنتظار قبل الوصول
يجب أن أرسم لحظة وداعٍ في وجه الشمس
قد يأتي الغروب مُتأخراً هذا اليوم
وقد أركنهُ للمساءات !

 

[عبدالله المنذري]

في بعض الـأحيان ..
نُدير أنفسنا للشيء المكشوف ظاهراً
إلا أننا نُقيدها ايضاً في أحيان كثيرة
يالله ما بال هذا الـإنسان مُتناقضاً
بالـأمس كُنت في كنف الـإنتظار ..
كمن ترُك قصداً للسهر ..
للحُمى ..
لليقظة الداخلية !
لـا يهم أي معناً تستعيرهُ التفاصيل للتعبير
وقد ألتفتَ فيها شيءٍ خفّيٌ ..
تكشفت للروح تعاليلُ كثيرة ..
ودعوة مُحنطة في تابوتٍ مؤجل !!
كنتُ أسعى للنور المُلتف في دائرة نائية
تبعُد مسافاتٍ قصيرة لـا أطالُها بإصبع
كان الضجيج قوياً جداً ..
ولـا يُمهلني ثوانٍ قليلة ..
حتى أتمكن من نفيّ نفسي إلى الموت !

 

[عبدالله المنذري]

الأمُنيات تُشيع الوقت !!
وأنا واقف في مكاني تحت عمود إنارة
تجمعُني كُتلة إنصهار داخلية وتُحدق بي
حاولتُ سلب نفسي من التفكير القصيّ ذاتهُ
ولكن كان الطريق أمامي مُرتبكاً خائفاً من زلة
تمحورةُ وظلي يثقبُ الـأرض ، دون ضوءٍ آت !
بعد وقت يعود الهدوء الزائف إليّ ، وأنا خائف كالطريق !
مَنّ مِنا سيفتح لنفسهُ مكاناً للهرب إلى السماء السابعة .؟!
يعلو دون ضجيج أو ذِكرى من ورقة وقلم أو ألـمٍ مُتأخر !!
رُبما لـا أحد !@

 

[عبدالله المنذري]

غير قابل للصُراخ !
أو الـإزدواجية في الحياة ..



( الصورة ملطوشة من زهق للشاعرة ميرال )

/
\
/
\

ماذا لو خُنت النوافذ ؟!
هل تكون خيانة بمعنى الخيانة ؟!
للظلـام المُترهل بالقُرب مِنها وللوطن !
ماذا لو لم يعد بالفقدِ أي غريق عبر منِها ؟!
كان موعِداً آخر للقلق ! لـ شريعة القلق لتفاصيل القلق !
كيف للنوافذ أن تعيش في ذاتية الطرف الـآخر من الكون
دون ملـامح تتوحد ع بُعد مسافة يسقط الضوء عليها عاماً
ثُم تنغلق كأي حُلم طفولي ، أي كفارة تحتاجها الـأحلامُ الصغيرةُ هنا ؟!
لا شيء مؤجل حتى حين ! ..

 

[عبدالله المنذري]

وحيث تركوها لم تتغير !

 

[عبدالله المنذري]

ما أبحث عنه في هذا الوقت شيئاً من الهدوء
بعيداً عن كتب الروايات المُزدحمِ بها
وبعيداً أيضاً عن خيوط الشبكة العنكبوتية
الذي بدأت تُشعرني بالغثيان والإكتئاب
أريد أن أدور حول نفسي سبعين دورةٍ
وأن أستيقظ على صُبحٍ جديد في عالمٍ حقيقي
أن أستمع إلى صوتٍ يأتي من خارج غُرفتي
يأذن لي بالخروج من دوامة الإمتثال للحرف والكلمة
أرغب في زعزعة الروتين الذي يُقيدني مُنذ بداية رمضان
وفي نفسي شيئاً يدعوني بأن أُسقِط كل الأحلام التي تُزدحِمُ بي
لا شيء يجد له مكاناً في نفسي هذا الوقت
سوا الفراغ الذي اتمناه طويلاً
وأن يكون خالياً من الأسماء
وأن لا يترك لأي شيءٍ مجالاً ليولد من جديد
وأن لا يعود شيئاً من الماضي في هذا الوقت
أو أن أحرقهُ زحفاً إلى الداخِل في تاريخ خُلِدت ذكراه كالنسيان
وأن لا يشفع جنوني هذا لأي أحد بأن يقترب مني أبداً
ما أتمناه أن تذوب القلوب التي كلما تذكرتني أبتسمت - حِقداً
أي مطراً سيأتي ليوقف هذا الجنون الثائر
لا شيء إلا وطنٍ أعود إليه كلما طال الإنتظار