حين يجيبك النَّهم لبسط أشكالك المتعدّدة ذات غرق , يكفيك أن تَلج معترك الصّمت بكلّ عفويَّته وأن توقف الأرض بوافر النّسيان .
من داخل الأحجية : كان الوَرق يتَّسخ من عُريّ اللّحظات المسكوبة بلا أفق , يأخذ جميع أرصفة الرّاكضين نحو أنفسهم ويُتخم في سجن الفراغ , كذا يباغتني إتّساع القُدرة الباردة على رسم مدلولٍ يفيق بين أصابعي , لأثقل كاهل الورق بسطور يعتلي في أرجائها خيبة الوَقع الحقيق , فممارسة الضّيق حرفا ً ذات قارعة تنصب وجعك كشفقٍ يحتذي بنبرة الشّروق حين خاب اللَّيل المُزمع على رحيل , ويبدأ الوهج يغمر هيكل الأنسجة في صحو مثمر, فالحضور بلا تعقيب والهواء الطلق مسجون الأحداث , هناك في دقيق ما يُطمح له , ينفلق من شرنقة الذّات حيوات عِدَّة تزدري وجهة السّطور وتعتري نافلة القلم الكسير , لنلهث بلا غدٍ ولا صيرورة ويقتفينا حيّزٌ بلا نور .
عند تلكم الدّقات القلبيّة النافرة من أجواء القصيد , يتباين وجه الضُّحى في لون عينيك البهيج , يتكاثر من حولي فراشات بكماء تحوم في غايَة الفؤاد مبشِّرة , ويستدعيني الأمل لنصب الشَّوق على طاولة القمر , لحظوة الغد القزحيّ الذي يتكوّن في مستقبل الإشراق
كما جميع الفصول التي تربت على كتفي بالإنتظار , أتناثر وجعا ً على قارعة الوقت , أهيم بالفرادة دونك , وأغسل فائض الحُزن بماء الصَّبر , بحجَّة الإنفلات , وموازين الإحتراق .
الغاية في ان تجدك ذات فكرة أو عبرة مشوارٌ قسريّ للإبتعاد عن أرضيَّتك , جهةٌ متَّقدة بالنَّزوات العصيبة , قفر واسع لتأدية التَّمتمات المهولة عن مكان , وحين يرديك في الحيرة العنوان , تلمّ بقاياك الرقيقة ليخيب في القدمين الوصول .