الـإهداءُ ليس بذي أهمية
الحرفُ ليس جميلا جدًّا و لا يمتُّ للأبجدية الأدبية بصلة
الكلامُ ها هُنا موجهٌ إليَّ ثم إليَّ ثمَّ إليهِ
و الصفحاتُ حينما تتناسلُ فهي تقذفُ بحُشوةِ جراحاتِها مكامنَ لغوٍ عاطفِي غير مقنن الحنين :
- بدايةً لستُ ممن اصطفاهُم اللهُ نساءً بقلوبٍ مثقوبة و لستُ ممن آثرنَ أنْ يكتُبن من أجلِ ثرثرةٍ فارغة و حشودٍ من الجماهير
تصطفُّ صفعةً صفعةً على خدِّ الودْ
أتيت لا أدري من أي حاويةِ وجعٍ أتيت ، أنكبّ على لعقِ ما تبقَى من مدادٍ اغرورقت قفاهُ فزعًا ساعةَ السهدِ ، ساعةَ الأرقْ
عروقُ الرئة لها لافتاتُ لاعودةِ و هروبٍ من اللاشيءِ صوبَ الخرابْ
ذاك الخرابُ الذي ما إن تطأهُ عيونك الثكلى بنواحاتِ الصيفِ ، تفقدُ القُدرة على ردعِ أعاصيركِ الثمانية من شنقِ ما تبقى
من ديجور الكاذبْ .
فلنتحدث عنِ الحُبْ { على أساس أنهُ الإلهُ الذِّي أيقظني من على سريرِ الحكايَا قابلةً للتزويرِ و الترحال }
فلنكتُب شيئًا صادقًا و لو لمرةً في العُمر
شيئًا إن ألفيناهُ بين ياءِ النداءِ و (كان) الـأمسِ ، ألقينا هواجسنا تباعًا على مخدةِ الخذلان .
حدثني ضميري و هو يشكُو من صهدِ القَصَصِ ، أنَّ الماءَ المالح لكز مؤخرةَ العطشِ ، فاستبانت إثنا عشر نجمةً مُعتمةَ الشفاهِ ، و عرجاءَ الضوءْ
حدثنِي الحنينُ ذاك الذِّي بدأتُ أعاشرُهُ على مدَى غربةِ الأيامِ التي ما عادت تستهويني في الكتابةِ عنها ، أنَّ الكراسي التي قعدنا عليها أيام الشتاءِ تآكلت من الصدأ ، و استباحتها عمالقةُ الهزيمِ ، فكان الياسمينُ الموضوع على حواشيها عزاءً لا يليقُ بأيامٍ مضيناها نرتشفُ أتونَ الحلمِ حدّ الإدمانِ و التلاشِي .
سأتحدثُ بصفةٍ خاصة أو عامة ، سأتكلمُ قليلا أو ربما كثيرًا ، و لكني في كلِّ الأحوالِ سأكف عن النباحِ فحنجرتِي الأدبية أصابتها فاقةُ الغضبِ و شؤمُ الكرى يوم لا عناق يحتوي جسدَ المطر و لا دفءَ مواقدٍ تُلعثِمُ شراهةَ الغُصنِ المائلِ صوبَ أنفاسنا المُتخمةُ بِ صديدِ البُكاءْ .
قُبيلَ ختامِ هذه الصفحةِ أتساءل { هل سيتعرفونَ على ملامحنا الجديدة ؟؟ هل سيقرأوننا كما قرأونا ذاتَ ترنيمةٍ بغدادية ؟؟
هل سيتفرغون لذاك الفراغِ الذي أمسى ثقيلًا كغبارِ الصحارى و قتادِ ليلةٍ موشكةٍ على
الإحتضار؟؟ هل سيسمحُ لنا كبرياؤُنا المتعالِي أنْ ندهس ما تبقَى من مواويلنا الجريحة
و نغذو أفئدةً ملطخة بنكباتِ السنونِ المارقة بلا جدوى ؟؟
هل سيسامحنا اللهُ إذا ما انبعجت أواصرُ المنفى بعروقِ المشيمةِ ، و انتهينا من حيثُ لا أبوابَ و لا نوافذَ و لا مفاتيح عودة ؟؟ }

و للحبِّ - أيها القابعُ بين ضلعي و ضلعي - قلبٌ يبْكِيهْ .