"
( نُهى رشدي )
هل سَمِع أحد منكم بهذا الاسم ؟!
.
.
باختصار نُهى مُجرد فتاة مصرية
بسيطة لاشيء يُميزها سوى
أنها تُدرك قيمتها جداً..!
القصة لمن لم يسمع بها:
أن نُهى تعرضت لتحرُش من قِبل سائق أُجرة وفي مكان عام.
.ما حَدَث وهو ما ميّز القصة أن نُهى لم تَصمت_ كَ كثيرات_ خوفاً من فضيحة
ليسَ لها فيها يَد.
إيماناً وقناعةً و خوفا من إدانتها من قِبَل (المجتمع العاداتي التقاليدي الأعمى)الوضع كذلك
..وعُذراً على هذه الحقيقة . والتي تقول:
بأن أي فتاة ..تتحمل الجزء الأكبر من الملامة تجاه أي تطاول عليها لذلك وطلباً للسلامة تُفضِّل الصمت .
لأنها تعلم يقينا أن المُجتمع لن يختار الصمت كَ نُقطة
آخر السطر..بل سيضل يتحدث.!
قضية كَ قضية نُهى بسيطة جداً وعابرة وتتكرر كثيراً _لنكن اكثر شجاعة ونعترف بِذلك_ الغريب
والـ لا مألوف فيها والذي يُلزمنا أن نقف لها مُصفقين أن تقوم (نُهى) بمُلاحقة هذا (التافه)
وأيضاًعُذراً _على اللفظة_ لترفع عليه قضية وتكون نتيجها حُكماً بالسجن
ثلاث سنوات.. شي رائع ومُثلج للصدر .أليس كذلك.!
لكن تعود الخيبة إلينا مُتسللة حين يصلنا خبر كئيب اكتشفته
نُهى أثناء إجراءات قضيتها.
تقول نُهى في مُقابلة معها وهذا الاقتباس هو مادفعني لكتابة الموضوع:
(بأنها دهشت أنها أول امرأة تطالب بحقها في مثل هذه الحوادث والأغرب أن كثيرات
قلن لها إن هذا يحدث لهن دائما وأصبح شيئا عاديا).
ـ شيئاً عادياً.. ياللهول.!
أن يُنظر للمرأة كَ جسد فقط في مُجتمع الأحرى به أن يكون أكثر
ثقافة و وَعي .شيء عادي في وقت أصبحنا نُتقن الحديث بجُرأة في
كُل شيء مُعللين أن المجتمع الآن أكثر وعياً وثقافة بينما في الأمور
الأجدر بحديثنا عنها نصمت ونتجاوزها مُتألمين نتحسس صدماتنا
بمجتمعنا الملجأ ..!
وكأن المرأة كائن شاذ لا تُقاس عليه أي قوانين حماية وليس لهُ حقوق سوى
التسليـة.! أجل أُبالغ أنا، أكاد أسمعها هذه العبارة الآن.
لكن لن يُغيّر ذلك من قناعاتي شيء.
.
هُناك قِصص كثيرة مدفونة النهايات لمن يُريد التبحر أكثر.
تكون الفتاة فيها هي المُدانة. لذلك تَقصِر الأُخريات طريقاً
طويلاً، محفوفاً بنظرات الشك....ويصمُتنّ.!
خلاصة الحديث:
يؤسفني أن أقول بعد قناعة تتأكد يوما بعد يوم :
نحن مُجتمع نُتقن حفظ النظريات والمبادئ، نُتقن شرحها ،و تقنينها
والنواح عليها حين تضيع ...لكن تطبيق لا.. ،بيننا وبين ذاك فترة
زمنية طويلة و جلاء كبير واجب لدواخلنا لتُصبح أنقى ويمر عبرها
كُل شيء كما هوأبيض ٌ نقيّ.
.
صلى الله على محمد وسلم حين سَنَّ لها حقوقا كَفَرَ بها في عصرنا البعض
وآمن بها آخرون بِ حَسَب مصالحهم.!
.
.
بانتظار عَبَقْ آراءكم وحلولـ عقولـ/أثق بها.