منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - مَعاذير
الموضوع: مَعاذير
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-17-2016, 02:49 AM   #8
فرّاج الأنفوي
( كاتب )

الصورة الرمزية فرّاج الأنفوي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 24

فرّاج الأنفوي لديه مستقبل باهرفرّاج الأنفوي لديه مستقبل باهرفرّاج الأنفوي لديه مستقبل باهرفرّاج الأنفوي لديه مستقبل باهرفرّاج الأنفوي لديه مستقبل باهرفرّاج الأنفوي لديه مستقبل باهرفرّاج الأنفوي لديه مستقبل باهرفرّاج الأنفوي لديه مستقبل باهرفرّاج الأنفوي لديه مستقبل باهرفرّاج الأنفوي لديه مستقبل باهرفرّاج الأنفوي لديه مستقبل باهر

افتراضي


في الحقيقة، كنت أكتبُ قبل هذا من منطلق الرغبة الملحة والحاجة النابعةِ من القلبِ، إذ كل ما حولي يدعوني لذلك، يأزني إليه أزًّا ويدفعني نحوه دفعا.
لكن في هذه السنة بالضبط ما عدتُ أجد تلك الرغبة الملحة والشعور المتنامي، وبما أنني يجب علي لزاما أن أكتب لأطور ذاتي، إذ هذا ما أدركت أنني في قابلٍ سأحترفهُ، بله سيكونُ صنعتي، بهِ أعرفُ وبألقابهِ أوسمُ، آثرتُ أن أعود لأبحث عن مراحٍ أطلق فيه العنان لقطعانٍ من الحروف الملجمةِ بلفيف من أنفاس الروح المسرجة بمعانٍ متداخلةٍ متشاكلةٍ، وأحيانًا متضاربة!
أعود لأكتبَ عن الحبّ العفيفِ الطاهرِ، لأقص أقاصيص الحياةِ الحُلوةِ الخضرة، التي ظاهرها المسغبةُ وباطنها من ورائه النعمةُ البالغةُ.
أعودُ لأبحثَ عن قلمي، لا لأقارنهُ بقلم أو أقلامٍ، وإنما لأنجُرهُ نجرًا يؤذن بمفارقتهِ مشاكليهِ، لأثبتَ لنفسي أن نَفَسي فريدٌ، له جيناتٌ وراثيةٌ أدبيةٌ لا توجدُ عند أحدٍ على وجهِ الأرضِ، ولعلها لن توجدَ!
أعودُ لأكتبَ عن وطني، الذي لا يفارقني، صدري الذي يكتنزُ تجاربَ سعى بين حقولِ التوتِ يبحثُ عن الفراولةِ الناضجةِ الطازجة، فإذا به يصافح ألافَ الفزّاعاتِ القماشيةِ، ألافَ القلوبِ الخشبيةِ، آلاف الأقنعةِ المتزينةِ بمكرِ الحاسدِ وخديعةِ المتربص!
وهذا القلم الذي أنت تراهُ وتُعجبُ بهِ، أو قد تفعلُ، هو في الحقيقة أشبه ما يكون بعصا موسى -عليه السلام-، كثيرًا ما يُلقى ليصبح سنانًا يقطعُ، شفرةً تلمعُ، صمصامًا يجبي في إقبال وإدبار... لا تلوموهُ ولوموا قومكم، لوموا أنفسكم، لوموا أخلاقكم وأدواءكم!!
ثم هو قد يكون بعد ذلكَ يدًا حانيةً تمسحُ رأس اليتيمِ وتربّتُ على كتفِ المُعوزِ وتشدُّ على يدِ الصديق!
هذا القلمُ، وذاك صاحبهُ .. وهذه صفحات الدنيا التي هو مقبلٌ على ملئها بعصارةِ الروحِ، بشيءٍ من تأوّهِ النفسِ وتباريحيها، بتمتماتِ العزلةِ الضاربةِ في غياهبِ الطمأنينةِ، في شعورٍ متنامٍ بالرضى عما سيكونُ عليهِ غدا، لا ما هو عليه اليومَ!
فاحتملوهُ!

 

فرّاج الأنفوي غير متصل   رد مع اقتباس