تقول الأسطورةُ العربية: بلادُ العربِ أوطاني!
وأنا أقول هذا محضُ افتراء!
أنا وطني قلبي، وسجني ضلوعي، ومتنفسي وحدتي وعزتي
ماذا جلبَ لي أقراني؟ وبماذا نفعني خلاني؟ وماذا منحني معارفي وصحابي؟
لاشيء غير ضحكةٍ صفراء، ومكيدةٍ سوداء، ومِنحةٍ شوهاء، والكثير من الهاءِ وهاء!
أنا إن كانَ بوسعي أن أتبرأ من بشريتي، لفعلتُ، لقطعتُ شرايينَ الشبهِ ولمسحتُ ملامح القياسِ ولأحرقت وثائق الانتماءِ ولأعلنتُ دقيقةً حِدادًا عليهم، وألفَ ألف يومٍ فرحًا بمفارقتهم!
لا تلمني، بل لمهم، ولا تعاتبني، بل تعرّف إلى جرائمهم!
تفحّص جيناتهم، وادرس وراثاتهم!
وارجعْ البصرَ إليَّ أخبرني بالذي خلُصتَ إليهِ!
سأقبلُ منكَ أي حكمٍ إلا قولكَ فيهم أنهم: بشرٌ!!