منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - نظرات مذهولة
الموضوع: نظرات مذهولة
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-30-2016, 12:47 AM   #1
فاضل العباس
( كاتب )

الصورة الرمزية فاضل العباس

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 151

فاضل العباس لديها سمعة وراء السمعةفاضل العباس لديها سمعة وراء السمعةفاضل العباس لديها سمعة وراء السمعةفاضل العباس لديها سمعة وراء السمعةفاضل العباس لديها سمعة وراء السمعةفاضل العباس لديها سمعة وراء السمعةفاضل العباس لديها سمعة وراء السمعةفاضل العباس لديها سمعة وراء السمعةفاضل العباس لديها سمعة وراء السمعةفاضل العباس لديها سمعة وراء السمعةفاضل العباس لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي نظرات مذهولة


نظرات مذهولة
بقلم فاضل العباس

كنتُ صغيراً عندما نزح ابي من بلدتهِ الصغيرة الراقدة على ضفاف نهرٍ صغير يتفرع من نهر دجلة .
الذي يتلوى كالافعى ليرسم نصفي دائرة فاغرَ فاهُ على غابات نخيل تنام تحت ظلالها صغاٌر من اشجار الرمان .
وداليات الكرم ،الى مركز المدينه مخلفا اللوم والعتاب وعدم الرضا لهذا الاجراء من قبل الاب والام والاخوه والاصدقاء.
تجمع الكل لوداعه صباح ذلك اليوم الشتوي الذي يستظل بخيمة من غيوم اشتات وجمع.
عند باب (العَّبارَة) التي تحملنا مع امتعتنا إلى الضفة الاخرى من النهر حيث لا جسر يوصل الضفتين .
لنستقل احد السيارات القليلة القادمة للبلدة التي ترتبط بالبلدات الاخرى بطرق ترابية توحل ايام الشتاء فتنقطع عن العالم لايام الى ان يجف الطريق .
لا انسى لحظة امساك جدي ليديّ ابي قائلا : ان الفراق كالموت
فاجابه.... ...ستجدنِ عندكم كل شهر
ضحك... جدي ساخرا ،قل كل سنة .
او... ستاخذك المدينة ولا تذكر ان لك اهل.
كنت لا افهم معنى الكلمات... الرحيل، الوداع ،الفراق حين غمرني الجميع بالقبلات وبعضهم فاضت دموعه على خديَّ.
انما اراها مزيجا من اللهو والمرح واللعب الطفولي المشبع برائحة العرق للاجساد الابوية التي تملئ الانف،وتدغدغ بشرتي بنهايات شعر الشارب للرجال.
وصلنا المدينه وفي شارع يفوح بمزيج من روائح عفنة لاطعمةٍ ومتاع قديم ويعج بالاتربة والاصوات لباعة ينادون على سلعٍ مختلفةٍ كان سكننا
عند العصر كانت امي تُجْلسني عند عتبة الدار وتؤكد عليَّ ان لا ابرحها لاننا غرباء عن الناس والمكان
كان مقابل دارنا دكان لمهندس دراجاتٍ هوائية وبخارية
كنت منبهرا بعجلاتها الثنائيه وكيف يمكنها ان تحمل شخصا يسير بها دون ان يقع
في عصر ذلك اليوم خالفت انظمة امي وسحبت نفسي متسللا مثل ثعلب يتربص بفريسته

.اقتربت من الدكان
عند رؤية احدهم يقود دراجة بخارية وهي ترسم بدخانها الابيض والاسود سحب صغيرة تتكور وتتلاشى
سار قائد الدراجة وبخطوات طفولية مجهوله تَِبيعَتهُ خطواتي.
مر بطرق تتشعب منها ازقة تضيق وتتسع وانا كاالمذهول اركض خلفه دون ادراك.
توقف عند احد الدكاكيين احسستُ اني ابتعدت عن بيتنا وضللتُ الطريق
تلفت يمينا وشمالا لعلي اهتدي دون جدوى.
تسمرتُ في المكان وبدا الخوف يسري في اوصالي

منتظرا ان يقرر قائد الدراجة خطوتي القادمة.
تحركت الدراجة وتبعتها مضطرا لاجد نفسي امام دارنا الذي ضج بصراخ المسبشرين وصوت امي الممزوج بحشرجات بكاءها
وذهولها

 

فاضل العباس غير متصل   رد مع اقتباس