
هدهدة نرجس
كـ أنسام ربيع ترف فجر كل عروس
لا يدرك لها مبتغ سوى العازفون فوق صفحات البحور
و بين كل اللحظات الحميمة المرتقبة مبتداها غفوة
و منتهاها صحوة منه إليها
تأتي جمرة التوت تغترف من النبض سطوته
و من الوريد سُكرته
و من الفجر عنفوانه
حتى يمتلأ الكأس بفيض النشوة المشروعة
فتلف الطمأنينة و السكون الفراشات الرقيقة
التي حطت على أغصان الأحلام العتيقة
بتلاوات من عِشق ملائكي مباحة
مبللة بماء اليقين
و بمباركة من مزامير متاحة
لكن يحدث في أحياناً كثيرة
و بعد الزواج بفترة ليست ببعيدة
أن تكتشف الزوجة بنفسها عناوين الخديعة
و تتيقن أن زوجها ما هوَ
إلا ذاك الصنم الأصم النائم على جمرة منطفئة
و البقاء داخل حدود الحميمة الوهمية المزيفة
حتى امتلك عنوة
سطوة ذر رمال الدهشة في عيون المهرة الأرستقراطية
مفتقداً أهم الخصال الحميدة المتأصلة في الخيول العربية الأصيلة
و منح لجامه الأهوج قتل هذه المشاعر النبيلة
فـ دفنها و عطور الخزامى الحزينة بين الأشجار اليتيمة
و أسدل عليها ستائر الحزن المعتمة
فـ ماذا كان ينتظر من امرأة مهزومة
ألجمتها شفاه الحيرة العجيبة
عن أن تبوح بمشاعرها المكبوتة
فلا هيَ سدت لها جوعاً
و لا هي تلك الحمامة التي صُلبت على الأغصان الندية
بشهقة ملائكية
و من أين يأتي وقود السعادة
و قد انسكب ماء الحرمان على نواصي الفقد
و على حلم الأمنيات المؤجلة منذ زمن الصهيل الأول
في ذات الليالي القمرية
و يبقى السؤال عالقاً هنا بين ضفتي عذاب
هل من حق الزوج المشروع أن يحصل على
حقوقه المشروعة بغلظة و شدة
و لا ينتظر لحظة ذوبان الجليد فوق الأهداب ؟
أم أنه
يجب عليه كإنسان مسلم ناضج أن يتحلى بخلق
الرسول الكريم و الخلفاء الراشدون
في ذلك الأمر الخطير على قيم و عادات
المجتمعات العربية ؟
و ماذا تفعل تلك المسكينة أمام جبروت و طغيان
هذا الصنم في تلك اللحظات الحميمة المشهودة
هل تكتفي بـ الاستسلام له و الإذعان لرغباته
بدون أن تكون داخل إطار السعادة المنشودة
و هي التي تخشى إن رفضت الخضوع له
في ذل و هوان
أن تُغضب ربها و ملائكة الرحمة ؟
أم تطلب منه الطلاق
و يظل يطاردها شبح الهزيمة المجتمعية
في أعين مجتمعات تعج بثقافة المتناقضات الفريدة
و توشحت بشعار الوقار و الفضيلة
إلا من رحم ربك
و نسيت أن الطلاق حق مشروع لكل زوجة باتت بخنجر الإحتياج جريحة
تطلبه في أي وقت طالما أن السبب لهذه الصدمة النفسية العظيمة
داخل إطار قناعتها الشخصية !

رؤية نورس النيل
2014