(( وراء كل رجل عظيم امرأة )) أيضا وراء كل رجل مجنون امرأة، وربما يكون وراء كل رجل ثري "أم العطايا"، ووراء كل حتف "صياد" وهكذا يبدو لي إن الإناث أكثر فاعلية من الذكور في صياغة الآخر، وذلك بدليل سباب بثينة عند تلك البئر التي جعلت من جميل جميلا، وبدليل إشارة ليلى برمشها التي جعلت من قيس مجنونها، وهكذا أيضا هن إناث الجن، وعلى ذكر إناث الجن، لا أحد يستطيع القول أنه يعرف هيئة الجن، أو أشكالهم، غير إني أظن - والله أعلم - أنه بالإمكان تصورهم في شكل حمار، أو إتان تمشي على قدمين، بمعنى آخر على هيئة حيوان الكنغر، وعليه، ولأن بيننا، وبينهم حجابا مستورا، فالسير الشعبية تقول إن الجن - وأقصد هنا إناثهم بالتحديد - يتخفين خلف اليمام، والقطط، والبشر، ولإناث الجن مراتب من جنية إلى "صياد"، ومن "هامية" إلى "أم الصبيان"، وهكذا... على وزن، أو صفات إناث البشر، كقولنا في المرأة / جارية، أميرة، مليكة، وهكذا... لذلك إن جاءتك ذات يوم تلك الحسناء التي همت بغرامها، ولم ترق لك، فاعلم إنها ربما تكون "أم الصبيان" أي المعنية بمعشر العشاق، والمغرمين، وإن جاءتك قطة، وفي فمها جرذ، فلربما تكون تلك القطة هي "أم العطايا"، فالجواهر النادرة لا تكون إلا في بطون الجرذان، وإياك من مطاردة اليمام ( جارة الوادي ) في الخلاء، فلربما تكون تلك اليمامة هي "صياد" التي ليس منها إلا الموت الزؤام.
اللهم أرنا الإنس إنسا.