ما بعد القنبلتين على هيروشيما وناجازاكي
مأساة انبجست من أزقة وشوارع هاتين المدينتين المنكوبتين ، جثث شعث ومباني سامقة تهاوت وتساوت مع الثرى ، وأرواح الأطفال والأبرياء تصاعدت حتى خالطت الضباب المتسربل بالسواد ، لا غيمة سخية تمطرهم لتزيل روائح الأجساد المتفحمة ولا سماء صافية تساعدهم في التعرف على أبناء جِلدتهم . كانوا يفتشون ويبحثون في دياجير الظلام وبأيديهم قبس الأمل لعلهم يجدون ناجي من الجمرات الملتهبة ولكن دون جدوى ، لقد تشبعت مسامعهم من عويل النساء وامتلأت قلوبهم بالكمد والأسى . كم هو مؤلم أن يمدك الله بالعمر المديد وتروي ما حدث لأحفادك وترى عبراتهم تنهمر وكأنهم شهدوا الأحداث معك .