اعاني هذه الايام من استبداد الذكريات التي لا مجالا ان تنصفنا
وحتى ان عرضت عليها مفاوضات سلمية
تلقيتُ اتصال على الهاتف الارضي منهم من طلب التحدث معي ...
وعرف نفسه بانه ابن السيدة سارة رون.في تلك اللحظة تعطل الاكسجين الفكري عن الدوران .لا اجرؤ على طرح السؤال المعتاد في هذه الحالة كيف استطيع ان استعمل حواسي واعود من حالة اللا وعي التي اصابتني إلى حالة الوعي الكامل ؟
لما ابنها وليس هي ........؟؟؟؟ساد صمت ظالم لا اسمع الا صوت تنفس ضعيف
ات من رئتي.........ما زال ابن السيد رون يحاول ان يوقظني الوووو...الووو تماسكتُ اذا به يكمل ما بدأ وجدتُ قبل فترة في صندوق بريد والدتي كتابكِ (ماذا بعد ؟)
وقد حملتُ الكتاب إليها واخبرتها انكِ راسلتها وقرأتُ عليها بعض من القطع. لاني اعلم ان ذلك يسعدها.. . ان وجدتِ الوقت انستي هاتفيها على هذا الرقم ...... واحتفظتُ بالرقم المؤلف من تسعة ارقام انهُ الشيفرة التي استطيع فك لغز غيابها لاشهر عدة مضت .يا لغباء ذهني الذي يأتي بأعزائي اموات غير أحياء ......لا إجابة على الطرف الثاني . في تلك اللحظة شعرتُ بغثيان من هندسة نُحاسية اسلاك الهاتف . لا وقت للمزاح وبلا إدراك مني خرجتُ لساحة البيت لأرى إن حدث عُطل ما لأننا معتادون بسبب دخول الشاحنات الكبيرة للحي وعندها تصطدم بالأسلاك وتقطعها .ما بالي أصابني الهذيان ؟
(يعني أنا لما رفعت السماعة سمعت إنو في خط) وعدتُ لأضرب الرقم المؤلف من تسعة أرقام مرة أخرى وجائني صوت غير صوت السيدة رون ...وعندها بدأت الأمور تتضح بلا شك انها إما بمشفى او بمؤسسة لكبارِ السن ............
جاء الصوت وهنا نحيلا مرتجفا
-اهلا اهلا من معي
-ابنتك نادرة
-الو من معي.؟؟ااااه اااه اهلا
حاولت بشتى الطرق ان احرك بعض الخلايا التي اصابها التلف
في ذاكرة السيدة رون ولكن لا جدوى لا جدوى.
السيدة رون كانت تَطرب للغناء العربي
وتحدثني انها تسمع لفريد واسمهان وام كلثوم وفيروز والصافي وكانت تغني لي بعضا من المقاطع ....وتنشد لي بعض الاناشيد العراقية التي كانت تنشدها في طفولتلها وفي احد المرات ارسلت لي كتيب بخط يدها مليئ بالاناشيد العراقية وكانت مغرمة جداا وجداا في الأدب العربي وخاصة الشعر .
والمفاجئ في علاقتي وصداقاتي للسيدة رون انني لم ألتقيها في يوما ما بل كانت علاقتنا رسائل بريدية واتصالات هاتفية.
صفحات من دفتر السيدة رون التي خطتها بيدها .