الورقة السابعة والأخيــرة :
كنت أحلمُ بأن اصبح كاتبــة , وبأن يصدر لي كتاباً واحداً على الأقل , كتاباً يجد فيه كل
من يقرأه شيئاً يخصه , نصاً يشعر بأنه كُتب لأجله , نصوصاً تمثل مشاهد كثيرة
لفيلم عظيم يُحبه ويقدسه.
على مدار سنة كاملة كان الرفض يصفع وجه أحلامي , وكنت بالمقابل اجتهد في صقل
نصوصي وكتابة نص جديد , ثلاثة نصوص , عشرة!
لم استسلم أبداً ولم اتخلَ عن حلمي .
على العكس تماماً كرست كل وقتي حينما تخرجت من الجامعة في أن أخرج بشيء
يلقى استحسان وقبول الجميــع , بشيء افخر بهِ على المدى الطويل .
قبل ثلاثة أشهرٍ من الآن وصلتني الموافقة على نشر كتابي الأول " ظل أعوج " عن دار
ميلاد للنشر والتوزيع ولكم أن تتخيلوا حجم السعادة التي تملكت قلبي حينها .
النصوص التي لم يحسن أي احد قراءتها من قبل , ولم يفهم مغزاها لا قريب ولا صديق
ستصل للغرباء في القريب العاجل ,
الغرباء الذي لا يعرفون عني شيئاً عدا اسمــي ,
اسمي الذي لا يعني لهم أي شيء .
ما اتأمله ألا تبقى تلك النصوص معلقة في الفراغ ,
ألا تبقى حبيسة بين دفتي كتابٍ لآخر العمر , أن تجد لها متسعاً في قلوب الآخريـــن .