أخبرتُك مرة : أنني أكتبكَ لتخرج من ضلعي ، لتتركني وشأني ،
لكنني كالعآدة أهذي بمآ أعجزُ عنه تماما كما يفعل أصحاب الحكمة و كرامة اليد ، تجدهمْ فقراء ، يُقآسون في حيآتهم مرارة العيش ، و ظلم الناس ، ثم ينطقون بالنصائح التي يتداولها الجميع على مر التآريخ ، كحلول لمشآكلهم ،
أنا كتبتك مليون مرة او يزيد ، باسمك و بدون اسمك ، كتبتُ عن غرورك ، و حزنك و معاركي معك ، عن القسوة و الذل و لعنة الحب ، حتى عن عينيك و خشونةِ صوتك ، عن الامل و الحرب ، و أماكننا البسيطة ، ثمَ ما انفكُ أتنفس رآئحة النسيان حتى يُباغتني طيفُ حضورك ، تتسحب أنفاسك من مذكراتي ، من شاشة حآسوبي ، من اروقة الحي ، و من ورود اليآسمين ، فتتحول الورقة التي كان يجبُ لها أن تقطف آخر دمعة متحجرة مني لتمضي معها بسلام ، الى مكآن تحيي فيهِ أبد الدهر دون ان تتلقفك يدُ الموت ، فتبين لي اني ما كتبتكُ الا لتخلد ، الا لأعجز نفسي ، فلا انا قادرة على تركِ بقآياك تتكاثر في دآخلي ولا أنا قآدرة على محو اسمك من دفتري ..
أخبرتني صديقة مرة : أنني اذا أردتُ أن أنسى شيئا ، علي أن اكتبهُ ثم احرقه ، ثم أضع الرماد في قصعة ماء ، و اخلطها جيدا ، و أتف سبع مراتٍ عليها ، ذآكرةً اسمك و ما اريده في كل مرة و أرمي بالماء على حآفة المنزل ، فكلما مر احد على بآبنا ، أفل اسمك في مخيلتي ، و حط مكآنه حقد عليك أكبر من قآرتنا العجوز ، في الحقيقة ، أنا لا أؤمن كثيرا بالسحر و الجن و الشعوذة ، غير أني أثق الي حد في ما في قدرآت صديقتي تلك ، فقد أخبرتني ذات مرة ، عن مآ فعلته أختها في زوجها الأول ، قالت بأن أختها تزوجت صغيرة جدا ، و كآن زوجها يهينها كثيرا ، لم تترك بابا الا وطرقته ، بدآية بأمه ونهآية بالمشعودة جارتنا ، غير أنهُ لا بشر ولا جن كان يقدر على زوجها الصعلوك ، ثم قررت ذات يومٍ ان تتعلم بنفسها أساليب السحر ، قرأت كتابا أسمته لي ، وكنت فعلا قد سمعت عنه الكثير يُدعى "العريف" ، ودآمت دراستها سنواتٍ عدة ، على تستطيع أن تضمن تأهلا جيدا لها ، ونتيجة مبهرة ، حضرت لزوجها سحرا أبيض يُسمى "سحر الجمع" ، ودسته لزوجها في القهوة على جرعات ، وفي كل مرة كآن زوجها يتغير ، حتى أصبح يفاجئها بالهدايا ، و الرحلات و السهرات ، و لأن المثل الأول يقول : الحلو لا يكتمل أبدا ، فقد اكتشفت بعد عآم أن زوجها المسحور لم يكن مسحورا سوى بجمآل جارتها المتزوجة ، و بانه قد ربطته بها علاقة محرمة ، وكان يتردد عليها في صباح كل يوم ، ثم يأتي في المساء محملا بالهدآيا لزوجته ، حتى يسد عينها ، فلا ترى جريمتهُ الا حسنة ، رُبما لو كآنت أخت صديقتي ، منطقية ، لعرفت أن كرم الرجآل لا يأتي عن طريق كيد الجن ، بل عن طريق فراغة العين و كيد امرأة ، و أن زوجها ما كان يعآملها بالحسنى الا ليرضي ضميره ، و ما أهدى لها أطيب العطور الا لتُغطي على الرآئحة النتنة المنبعثة من جلده ، أختُ صديقتي ، على حسب قولها ، ما انفكت تلعنه وتتوعده وهي خارجة من الحي ، فهي لم تعتبر ضربه لها اهانه ، بقدر استغباءها و خيانته لها ، فقررت ان تمارس عليه سحر "العجز" ويبدو أنها نجحت في هآته المرة ، قالت : أنها أرادت أن يُصاب زوجها بشلل في أعضائه الجنسية حتى لا يعرف طعم النساء بعد يومه ، لكن يبدو أنها أخطأت فقد أًصيب زوجها بشلل دنيوي ، وتوفته المنية نتيجة حادث سير ، قيل بأنه شُطر الى نصيفين ، أو هذا ما قآلته ،
اعلم جيدا أن بعد ما كتبته لك ، أنت تستبق السطور لتعلم ان كنت قد سحرتك ، حتى تربط بيني وبين كل كارثي في عآلمك ، احب أن أطمئنك ، فأنا لم افعل ، ليس لأني لا أريد ، بل لأني أثق جيدا ، أن سحر الورقة أقوى ، واني سانساك ، بدون الحآجة الى النآر أو تعويذة أو أقدام الآخرين !