منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - سلسلة صور شعبيه ( بقلمي )
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-14-2015, 04:17 PM   #7
سعود القويعي
( كاتب وناقد )

الصورة الرمزية سعود القويعي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 536

سعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي دحيّـم


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

دحيّــم تعال امي تبيك
(دحيّــم تصغير عبد الرحمن )
من سنين الله يعلم عددها ... يوم كانوا الناس شويين والامور ماشيتن بالبركه .. وكلّن يعرف جيرانه .. زمن فيه خيره وشرّه لكن اللي عاشوه يذكرونه بالخير ... يوم كانت الغنم تحوم في الشوارع والدجاج يرقد تحت السيسان ( الجدران ) والمواتر نعدّها على المصابع ..
يوم كان الشايب يجي من صلاة الفجر وينصا القوع (حوش الغنم ) .. يحلب ديد العنز في الغضارة ويشرب وهو مبوبزن عندها .واذا خلص تغر وظهر يذكر الله ويقول : يالله حدّره ولاتكدّره .
والحرمه تظهر من بيتها الضحى وتدخل بيت قصيرتها...
تاخذ اللي ناقصها على الغدا والاّ تروّح حدا عيالها يدخل ويقول : تسلّم عليك امي وتقوللك تبي فصّين بصل .. او شوي ملح . .
واذا سوّت الغدا وتحالته ( شافته زين ) عزلت لجارتها منه شوي ... والى شافتها عقب العصر سألتها رايها فيه ...وذيك تمطّع وتقول : آه ياناس.


هذيك السنين يوم كانوا الناس يفرحون باللي يجي من الحج جايبين معهم الحنّا والمساويك والخرق والدّراريع والنعال والمهافّ والحلاو والقريض ... و ... المواتر الصغار اللي نسميها الونّانات .. عشاننا نقعد نحكها في السميت وتطلّع كفراتها صوت !
والحجاج يقسّمونها على الاهل والقرايب والجيران .. هذي لفلانه .. وذا لولد فلان .. وماتسمع غير : الحج مقبول .. عساكم من عوّاده ..


وكل اللي جو من الحج محسّنين روسهم قرعــا ولابسين ذيك الطواقي الملونه .. اللي خرقتها مثل خرقة المطرحه اللي ننوم عليها .!
يوم كنـّا نفرح برمضان عشان نشرب التوت وناكل التطلي واللقيمات ... والشعيريه ... والناس يفرحون بالعزايم وعيد الضحيّــه . يوم كانت الناس في الظهريّه كلّن في بيته .. عن الحرّ وشمس القايله .. الشايب هاجّن بابه ومنسدحن بالمجبب وبيده مهفّته وكل شوي يقول قصيد ..
وكل من مرّ صوّت يسلّم عليه وهو يردّ وعيونه تطالع السقف المصنوع من الاثل او جذوع النخل .. اما خشب المرابيع مايحطه الا التجار ..
وكل يومين يمر مع السكه واحدن محملن على ظهره ( تــنك وقرب مويه يابسه ) ويصيح بأعلى صوته : زري وشنان .. ياللي عنده شيّن مايبيه........ واذا سمعت جلجلة جرس وانت في بيتكم .. تعرف ان بيّاع القاز اللي معلّقن في رقبة حماره اجراس .. يدور في الحارة وينادي : ايلقاز القاز .
وعقب العصر يجي واحدن ثاني شايلن على ظهره بقشتن وش كبرها مليانتن خرق وطيق شيال ويصيّح :
))فرّقنا ... فرّقنا(( .
او تدور على البيوت عجوزن معها بعض اللي يحتاجونه الحريم .. تظهر من ذا الحوي وتدخل اللي عقبه تبيع ... بيوز وقريمزان ( دهان للحروق) .. صابون ابو عنز .. امشاط خشب وجاوني ( بخور ) ... مشاط وحنّــا وديرم .. مخدات كحل ومكاحل نحاس صغينونات وشزينها وماتنسى تجيب معها ( العشرق ) وهونبات عشبي ينقعه ويشربه اللي في بطنه غشش !! ... يخلّيه طول اليوم يتلوّى .. مايركد في مكان واحد ماغير يحوم في الحوي كنّـــه وحدتن جايها الطلق !!

ذيك الايام .. اذا قام البزر تالي الليل وراح يقوّم امه بيشرب .. وامه متعيجزتن تقوم .. تقول له : رح ارقد واناامك .. وتسقيك الغزيّل !
وان كان انك بثـــر يخوفونك .. بحمار القايله ..والا السّـــعلو .. والا عوافي الله ... ! ذيك الايام .. كنا مانخاف اللي فيه عنقز .. والاّعينه مجحّمه ومانعرف عدوى .. كل واحد في جسمه اكثر من علامه ( كـــي ) من قلّ التطعيمات . والمشق مالين اليدين والركب .. وسيقان الواحد .. شهبا .. من لعب الدنّانات .. والخنطله في الطين والسيل ومناقع المطر . والناس عند اذان المغرب تشوفهم جايين من السوق ..كلّن صك دكانه وجا ومعه المقسوم .. خضره .. خبيزات .. شابوره .. او شيّن يحتاجه البيت لقاه رخيّص وشراه ... هذا في يده كيس وذاك قاضبن ولده من يده شارين له طاقيه وفنيله وصروال ... ومن بعيد واحدن على راسه حزمت علف للغنم ...
سنين يوم كان اللي عنده تيسن فحل .. يسبّلــه ..للي يبيه لغنمه .. يدوّر الاجر .

يوم كانت الحرمه الى منّها شافت ولدها متغيّر ..( مهوب ياكل .. او كئيرن نومه ) يتسدّح من قرنه لقرنه .. خذته من يده عقب صلاة الاخير وودّته للمطوّع في الحاره يقرا عليه وتجيب معها من عنده عزيمه ( قرايه ) وتسقيه وترش عليه وهي تسمي .. يوم كنا مانرقد الين تحجّي علينا جدتي حجاتن زينه تبداها بقولها : يقولون ذاك الواحد والواحد الله في سماه العالي ..وعيال الحارة يتجمّعون في الحياله ( ارض فاضيه في الحاره ) ويشبون النار في الشتا ويتحلّقون حولها .. في قعده ما تنتهي الا اذا نادوهم اهلهم ...
ذيك الايام اذا حطّوا الاهل العشا .. ( مطازيز اومرقوق .. اوجريش ) واحيانا خبز تاوه ... واذا مافيه شي .. يحطون تالي الغدا ..
يطلع اخوي الصغيّر يناديني من السكّه وعشان عيال الحاره مايدرون انه يناديني للعشا مع انهم دارين والحكي اللي يقوله اخوي كلّن يقوله لخوه .. لكن هذا تفكيرنا ) ...

كان اخوي يناديني : دحيّـــم ... تعال امي تبيك...!

ابشوف اللي عقبها ... احتروني .


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

 

سعود القويعي غير متصل   رد مع اقتباس