منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - ( أرجوحة الظل )
الموضوع: ( أرجوحة الظل )
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-11-2014, 11:10 PM   #1
عماد تريسي
( أديب )

الصورة الرمزية عماد تريسي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 16

عماد تريسي جوهرة في الخامعماد تريسي جوهرة في الخامعماد تريسي جوهرة في الخامعماد تريسي جوهرة في الخام

Arrow ( أرجوحة الظل )




( أرجوحة الظل )

/
/
/


هكذا أنا , هكذا أنتِ , و هذه حكاية الظل الذي لا يفتأ متأرجحاً !!
لستُ هنا بصدد أن أخاتل ما لفَّ الأيام من سرابٍ كنتُ – بسذاجةٍ – أظنه يقيناً , و لا لأتتبع أزقة العمر حيث كان الظل المرجوّ يلوذ بها , هارباً لا يلوي على شيء سوى أن لا يطارح أمكنتي بعضاً من مكوثٍ !

لست بصدد ذلك كله ... رغم أنّي لا أنكر أنَّ من المفاجأة أن أرى - بعين اليقين - أنَّ الظل بات ممّا يحسب على ذمة السراب !


و ما كان الشوق سراباً

/
/
/


و هذا رواحكِ تركَ صهيله على حافة العمر ليقصَّ أحزن القَصص ... لكن ؛ ما مات حُسْنُ يوسف و لا تابتْ عن تقطيع أياديهنّ النساء .

- ( قبلكِ ) , كانت الأشياء منخوسة كلها , فوعدتِها بالحرية قبل أن يفتضح أمر عبوديتك !!!
- ( بعدكِ ) , استعاد الموج هدوءه حين رسا على هدير ذاته , و أهدى النوارس سبيل بياضها .
- ( حينكِ ) , حسبتِ الشمس بعضاً منكِ حتى قلتِ : أنا ضوؤكم الأسنى ! فهاجرت المجرات إلى أفلاك الموت عن طيب انتحار .
- ( بعدكِ ) , عرف الشوق كيف يمشِّط أسرابه راحلاً إلى مستقر النعيم , و أيقن أنَّ سالف انهماره في حقولكِ كانت دونه عاقر نواياكِ .
- ( قبلكِ ) , كم حجتْ اللهفة إلى سنابلَ ملئتْ سراباً , فعادتْ من تطوافها و قد اعتمرتْ بمجامر النكبات و لم تفضْ إلى السَكينة .
- ( حينكِ ) , تزيَّتْ الصباحات بفساتين غوايةٍ , على بواباتها ما أغرى القلب أن يبث رُسُلَ نبضه سائلاً عن رغيف أمان .
- ( بعدكِ ) , خارت الشرايين جوعاً حين خُذِلَتْ رسُلُها و كُذِّبَتْ .

فيا أنثى خُلِقَتْ من ضلع التورية , و رشفتْ من لبن الغواية و فُطِمَتْ عليه , كم حيَّرتِ قواميس الطيبة و هي تقدُّ لكِ أعذاراً تتلوها أعذار , و أنتِ تقدين قميص الياسمين من كل الجهات , حتى تعرَّتْ نواياكِ حين أزفت ساعة الغفران !

و كم بُحَّ صوت الحنين إليكِ , يستدني تنزُّلَ الصدق من مواعيدكِ حين كان الحنين يولّي وجهه شطر قبلتكِ دون سواكِ , و كنت ملآنة بالريبة , حتى آبَ صداه مثخناً بالخيبة مسوَّراً بالقنوط .

أوَ ثَمَ تتساءلين – سراً أو جهراً – لِمَ تزلزلَ العشق المبين !!؟


\
\
\


عماد


شاطئ طرطوس 29 / 5 / 2008




 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عماد تريسي غير متصل   رد مع اقتباس