
لآ يَزَال ذَلِكَ الحُلْمُ الجَمِيلْ يَطْفوُ عَلَى شِفَاهِهْ آلبَرِيئة يُحَدِث مَنْ حَولَه وَيِقُول بِفَرَحٍ شَدِيدْ
سَأكُونُ رَجُل أَمْن أُرِيدُ أَنْ أَكُونَ حُصْنًا للوَطَنْ.
نَشِيدَهُ لآ يَزَالْ يَسْتَوحِي كَلِمَاتُ الوطَنْ العَابِرَة وَهَوَ يَرفَعُ بَنانه طَاعِنًا فِي السَمَاء
وَيَقُول هَكَذَا عَلَمُنَا الأَخْضَر بُسْتَانٌ فَوَقَ رُؤوسَنَا.
يَقْتَطِعُ اللَيل بِصَوتِ دَبَابِه دَائِمًا يُحِبُ أَنْ يَقضِي أَمْتَعَ الأَوْقَاتْ مَعَهْ
وَلَكِنَهُ ذَاتَ يَومْ تَوَقَفَتْ دَرَاجَتَهُ النَارِيَة أو كما يَدعُوهَا الدَبَابْ عَنْ أَنْ تَجْرِي كَمَا يُحِبْ,
فَجَلَسَ بِجِوَارِهَا يُصْلِحُهَا بِأَصَابِعه التَي كَانَ يَرْفَعُهَا مُعْلِناً عَنْ حُبِهِ الًوَطِنِي وَتِلْكَ التِي يُمْسِكُ بِهَا عَلَمُ بِلادِهْ.
والحَظُ القَاتِل يَقْفِزُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَحْلاَمهْ فِي فَكِ جَنْزِير الدَرَاجَة فِإذَا بِأنَمِلَتِه الطَاهَرَة تَسْقُطُ مُضْرَجَة بِالدِمَاء عَلىَ الأَرْضْ.
صُرَاخَهُ أَقْوَى مِنْ أَيْ شَيء سَمِعَهُ الجَمِيعْ فَانْطَلَقُوا يَجْرُونَ نَحَوَهْ وَهُوَ يَتَألَمْ وَيَشُيرُ إلىَ إَصْبَعَه ُوَأَنَمِلَتَه التِي سَقَطَتْ،
إِنَهَا هُنَاكْ,إِنَهَا هُنَاكْ.
إِصْبَعَهُ بِالكَادْ عَارِيَة لَمْ تَعُدْ تَلْبَسٌ الَلَحْم والعَظَمْ يَظْهَرُ كَعَجُوز خَلَفَ السِتَار وَمَلاَمِحَهُ تَتَقَطَعُ أَلَمَاً فَضِيعَا,
فَأَخَذُوا قِطَعَة قِمَاشْ بَدَلاً مِن ْالَلَحَم
لِيَسْتُرُوا إِصْبَعَهُ العَارِي وَأَخَذَنَا الأَنَمِلَةُ فِي أَيْدِينَا وَذَهَبْنَا بِهْ إِلَى المِسْتَشَفَى. قُلُوبُناَ تَدْعُو اللهَ أَنْ يَكَونَ هُناَكَ أَمَلْ.
جَاءَ الطَبِيبُ وَأَسْعَفَه وَقَدَمَنَا لَه لَحَم الأَنَمِلَة.
وَعَلِمْنَا وَقَتَهَا أَنَهُ لاَ فَائِدَة مِنْ جَلْبِنَا لَهَا فَقَدْ مَاتَ النَسِيجُ دَاخِل الَلَحَم
لأَنَنَا لَمْ نَحْمِلُهَا فِي الثَلَجْ لِكَي نُحَافِظ عَلَى النَسِيجُ الحَي مِنَ التَلَفْ
وَأَصْبَحَ أَخِي لاَ يَمْلِكْ إِلاَ عَظمَة بَارِزَة لِوَحْدِهَا.
لَحْظَتهَا لَمْ يُفَكِرْ فِي الشِفَاء وَانقَطَعَ تَفكِيرهُ بِكلَ شَيء مَا عَدَا مُسْتَقَبَلَهُ الذَي كَانَ يَتَمَنَاه ,
كَانَ يَقُولُ لَنَا مَعَ ذَلَكَ الأَلَمْ بِالأَلَم الأَشَدُ قُوَة
دَاخِله أَلَم أَحْلاَمِه وَمُسْتَقْبَلِه الذَي يَرَاهْ يَتَلاَشَى وَيَمُوت مِنْ بَينِ يَدَيه.
عَادَ مَكسُور الخَاطِرْ إِلَى البَيتْ يَنعَى الَمُسْتَقَبَل الجَمِيلْ الذَي رَسَمَهُ وَبَنَاه طِيلَة السِنِينْ وَمَاتَ فِي لَحظَة لَمْ يَكُنْ يَتَوَقَعُهَا.
تَمُرُ الأَيَام فَإِذَا بِالأَنَمِلَةُ تَعُود والعَظمُ يَكْسُوهُ اللَحَم بَدَأَتْ الحَيَاةُ خَطَوة خَطَوة تَعُود لإِصْبَعِه
وَكَذَلك حُلمَهُ بَدَأ يَعُود مَرَةً أُخرَى.
كَانَ مُبْتَهِجَاً يَمُدُ يَدَهُ للسَمَاء وَهَوَ يَقَوُل رَبِ لَمْ يَذهَبْ حُلُمِي لأَنَنَي أَعْلَم أَنَكَ مَنْ تَقُول
{ بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ } .
.. قِصَة أَخِي "حَسَن" قِصَة حَقِيقِيَة ..
علي آلشبيلي 16/8/2012