هجرني لأنني أمّ سيئة إذ عندما قرعوا طبول الحرب، كان عليّ أن آخذ ابني قبل أن أهرب من المشفى، خذلتني غريزتي و لم أتعرف على وجهه بين وجوه الأطفال الكثيرة، تشوّشت بينما أحاول اتخاذ قراري إمّا أن آخذ كل الأطفال و أرحل و هذا أمر مستحيل، إمّا أن أختار أيّ طفل و أمضي و لكني سأعيش حالة دائمةً من الشكّ، لم يمنحني صوتُ القصف وقتاً كافياً للتفكير فخرجتُ صفر الذراعين، لكني عندما مشيتُ أميالاً وجدتُ طفلاً أسود يبكي تحتَ شجرة، أرضعته من نهدي و عانقته حتى استعاد الدفء ثمّ قلتُ: هذا ابني!