أخافُ أن أتصلَ بكَ و أقول توحشتك فتقسو عليّ كما يقسو رجلٌ متعجرف على متسولة جائعة، تغلقُ السماعة في وجهي كما يصفقُ في وجهها الباب، يذلّني شوقي لكَ و أنا أتسولُ صوتك، حينَ ينامُ الجميع أضعُ سماعاتي و أطفئ الضوء و أصغي إلى المكالمات المُسَجلة .. عشرات الشجارات و مئاتُ كلمات الحُب، مرة أضحك و مرة أبكي، آخر مرة تحدثنا فيها قلتَ لي أكرهكِ ! قلتَ أكرهُ حتى اللّه لأنّه خلقكِ .. نعتتني بالشيطانة! أمس كنتَ تقولُ مَلَاكي في الواقع لا أريدُ منكَ شيئاً سوى أن أقول توحشتك، لكنّك لا تريدُ سماعها لأني أفسدتُ كل شيء..