أنجبت طفلي الأول قبل 20 يوماً بالضبط
اندفع من رحمي بتاريخ 30 إبريل 2014
كنا سعيدين جداً، أنا وزوجي
كان طفلنا مثل لعبة جديدة، نغير ملابسه، نرضعه، نستيقظ من أجله
نحمله معنا في مغامراتنا الغبية بالسيارة
كل شيء كان على ما يرام حتى ارتفعت حرارته فجأة يوم الجمعة الماضي
تزوجت زوجي بعد علاقة حب عاصفة دامت لمدة أربع سنوات وقف ضدها جميع أهلي
اضررت بعدها لاتخاذ قرار صارم بالزواج رغماً عن أنف الجميع
اختلاف جنسيتي عن جنسية زوجي السوري كان واحداً من أهم أسباب رفضهم
لكن حياتنا المليئة بالحب والتفاهم الآن تجعلني أسعد امرأة في العالم
تزوجت بتاريخ 4 إبريل 2011، قبل ثلاث سنوات بالضبط
عندما اكتشفت حملي بتاريخ 28 أغسطس 2013، قال زوجي بأننا سنسافر إلى الولايات المتحدة للإنجاب
لم يكن يريد لطفلنا أن يحمل الجنسية السورية، وطبعاً لن يحصل على الإماراتية
أو ربما يحصل عليها عندما يكون عمره 18 عاماً، وربما لا
وافقت على السفر مباشرة
نحن الآن في ولاية أوريغن في غرب أمريكا
ولاية جميلة وهادئة وطبيعية
ولدت طفلي وسط عناية طبية مدهشة،
الممرضات هنا حنونات، ملائكة رحمة...
بعد أسبوعين من ولادة طفلي ارتفعت حرارته فجأة
اعتقدت أن موضوع ارتفاع درجة الحرارة بسيط جداً
لكن عندما رآه الطبيب قرر مباشرة أن يجري على جسده الصغير كل أنواع الفحوصات المحتملة
قال لي بأن طفلاً يبلغ من العمر 14 يوماً فقط وترتفع حرارته لهذه الدرجة، 38 درجة مئوية، ليس أمراً عادياً
بعد عدد كبير من الإبر التي آلمتني أكثر من طفلي، قرر الأطباء أنه مصاب بالتهاب البول
وبأنه يجب أن يبقى في المستشفى لمدة 10 أيام يتعالج خلالها بالمضادات الحيوية عن طريق المغذي
البقاء في المستشفى من أجل طفلك الرضيع
مؤلم بكل ما تحمله الكلمة من معنى
في كل مرة يركل فيها طفلي يده أو قدمه تضطر الممرضات إلى نقل المغذي من طرف لطرف آخر
وفي كل مرة حدث ذلك… كفرت بالله
كنت أبكي عندما نقلت الممرضات المغذي من يده اليمنى إلى اليسرى بعد أن جذب يده بالخطأ
فقالت لي الممرضة “كلاريس” تعالي سأريك شيئاً
وأخذتني إلى حضانة الأطفال المولودين قبل الأوان
كمية الأنابيب التي تحملها أجسادهم الصغيرة لم تكن محتملة
قالت: طفلك… أفضل حالاً بكثير، البقاء بالمستشفى محزن، أخرجي مع زوجك، تنفسي قليلاً سنعتني بطفلك هنا حتى تعودي
قلت: الحمدلله...
وأنا في غرفتي وطفلي في حضني، يرضع
فكرت بالأيام التي سترنا فيها الله
كل الأشياء التي وقف فيها معنا
كل المصائب التي سيرها وجعلها سهلة جداً
قلت: يا الله، إن مكرك شديد، حميتنا من كل شيء وانتقمت منا بطفلنا
قال زوجي: تأدبي مع الله….
الآن أنا جالسة في الغرفة رقم 416 في مستشفى “السامري الطيب” في ألباني
طفلي نائم بجانبي على السرير
محمود، حضني، بجانبي يكمل بعض أعماله على الكمبيوتر
وأنا أشرب بعض الماء البازد المليء بالثلج
لعله… يبرد القليل من حرارة جسدي…..