( ردّي إليَّ بصري )
/
/
/
أراني أعتصر خمر العتمة , و أنا و الفقد صديقان كحجريّ رحى لا نَمَلُّ طَحنَ بعضنا , و الغلة : ضجيج اللهفة .
لست ثملاً بعدُ إلّا من نشوة ميلادي بها , و في عيدي الثاني افتقدت سراج الاحتفاء . فلا قَبَس إلّاها .
أنا يعقوب أيامي , فدثروني بقميص غيابها إذ الشغاف ابيضّت مقلتاها , و الصبر الجميل متكئي و السهد خبز مساءاتي .
يا أنتِ , أكتبكِ حتى في الغياب قيثارتي التي ألهمتني , و قصيدتي التي حكيتها عنكِ , ومن نياط الخافق أنشأت النجوى , و في الشغاف تلوت تعويذة حصونكِ . هاتي كفيكِ أحضنهما و أطلقي للمقلتين بحر عينيكِ . أبرأ من سقمي إذ طيفكِ يعانقني و تبرد الحُمَّى في كنفكِ .
أ يا حُجُباً باعدت بين يمّي و شطآنها , رحماكِ! أما أدمعتْ مقلتيكِ نجواي ؟ أما لغصّتي من شفاعة لديكِ ؟.
يا أنتِ , أيا نشوة أيامي , نسائم الليل تناجيكِ , وحدتي هي مؤنسي بعدكِ , فلكِ صلوات الإياب مني .
\
\
\
عماد