
[ الْمُتنبّي ]
نبيّ الشعر مُنبِئٌ عن وُجودِه و جُوْدُهُ بهِ : إجادةُ نبيّ رسالته .
مُذْ قَالهُ اخضرّتْ بهِ السّمَاءُ فأعْشِبْنَا .
* * *
قولهُ عن الغير عائدٌ إليه عندما :
" مَضَتِ الدُّهُورُ وَما أتَيْنَ بِمثْلِهِ .... وَلَقدْ أتَى فَعَجِزْنَ عَنْ نُظَرَائِهِ "
فمُنتهى العدْل إنصَافُهُ مِنهُ / لَهُ :
" النَّاسُ مَالَمْ يَرَوْكَ أشْبَاهُ .... وَ الدَّهْرُ لَفْظٌ وَ أنْتَ مَعْنَاهُ "
* * *
لم يكن مغروراً ..
فقط :
لغةٌ صافحته ذات انفراد فوشوشتْ له بسرّها
إلى أنْ وطأ أرضها البكر .
لم يكن شحّاذاً ..
فقط :
كان " على قلقٍ كأنّ الريح تحته " حتّى أراد أرضاً
يستقرّ عليها فهيّأ شعره لامتلاكها .
لم يكن زنديقاً ..
فقط :
شعرٌ كشعره لا يسكن عقلاً مقيّداً بالأشياء فأُلزمَ
بالرحابة حتى رَبِحَها و الشعر ذاته .
لم يكن جباناً ..
فقط :
كان قريباً من شعره حدّ التوحّد ، فآثر موته صادقاً
على حياته كاذباً .
* * *
- أكّدَ أنّ القبض مهمّة الشاعر ولا مهمّة للشعر إلاّ خلق اليدين له
إذ اليدان إمّا علوّاً كـ دعاء و إمّا دنوّاً كـ هباء ... وبينهما غيمةٌ سابحة
أو غيمة حابسة هو الشعر .
- أكّدَ أيضاً أنّ الشعر يستمدّ عمقه من اللغة لا من ذاته هو أشبه
بالصحراء رحابةً إذ يقبع في منتصفها بئرٌ عميق كأنّه لغة .
- أكّدَ أيضاً أنّ الشعر لا يتجزّأ تبعاً لموضوعه هو ليس كالنهر الذي
تُسيّره اليابسة ، بل كالغيث الذي يزيد النهر ويُسقي اليابسة - معاً - .
* * *
المتنبي
باقٍ ما بقيَ الكلام ___
إلى البعث .