منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - قهوتي
الموضوع: قهوتي
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-24-2013, 10:19 PM   #1
طارق أحمد الجريان
( كاتب )

الصورة الرمزية طارق أحمد الجريان

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 0

طارق أحمد الجريان غير متواجد حاليا

افتراضي قهوتي


قَهْــوَتِي ~
ذَاتَ مَساءٍ ~ مَاطِر ~ الجَوُ أَقَلْ مَا يُقَالْ عَنْهُ ~ سَاحِر ~ نَسماتٍ بَارِدَةٍ تُدَاعِبُ وَجْنَتيهَا ..
وخُصيلاتِ شَعْرِهَا تَتَحَرَكُ بهــدوءٍ .. الجميـعُ ~ مُستمتعٌ ~ بروعةِ الجَوِ ..
دَخَــلَتْ إلىْ ذَلِكَ الْمَقهَى الْوَاقِعِ فِي آخِرِ الشَــارع .. تَعَــوَدَتْ الْذَهَــابَ إلى ذَلِكَ المَقهَى كُلُ مَسَــاءِ لِتَرتَشِفَ فِنجَانَ قَهوتِها ~ المُفَضَل.
ومَذاقَهُ ~ مُحَلى بالسُكَرْ ~
دَخَلَتْ وفِي يَدِهَا حَقيبَتُهَا .. ...ذَهَبَت إَلىْ طَاوِلَتُهَا المُعتَادة فِي تِلكَ الزَاوِية بَجَانِبْ الْنَاْفِذَة ~ الْرُكَنْ الْهَادِئْ كَمَا يُطْلقُ عَلَيْه ~
جَلَسَتْ وَوَضَعَت حَقِيبَتُهَا بِجَانِبُهَا وَأَخْرَجَت أَوْراقَهَا وَقَلَمهَا كَمَا تَفْعَلُ فِي كُلْ مَرَة ,نَظَرَتْ إلَىْ الْخَارِجْ وَسَرَحَتْ بِخَيَالِهَا
قَاطَعَهَا صَوتُ الْجَرْسُونْ :
آنِسَتِي ..
هَل أُحضُرْ قَهْوَتِكِ الْمُعْتَادَة ..؟
إَبْتَسَمَتْ وَقَالَتْ لَه : نَعَمْ وَلَكِنْ إجْعَلْهَا هَذِهِ الْمَرَة مِنْ دُونْ سُكَرْ ..
نَظَرَ إِلَيْهَا مُتَعَجِبَاً ..!! وَقاْلَ لَهــاْ :
أَتُرِيدِينَ قَهْوَتُكِ بِدُونْ سُكَرْ ..!!؟؟
قَاْلَتْ لَهُ : نَعَمْ ..
ظَلَ يَنْظُرُ إلَيْهَا ومَازَالَتْ الْدَهْشَةَ تَمْلَئُه ..!!
قَاْلَتْ لَهُ : أَتتَسائَلْ لِمَ طَلَبْتُهَا مِنْ دُونْ سُكَرْ ..؟
قَـاْلَ لَهَا : آنِسِتي فِي كُلُ مَسَاءٍ مَذَاقُ قَهْوَتُكِ ~ مُحَلَى بِالْسُكَرْ ~
وَدَائِمَاً تَقُولِينَ لِي لَاْ تَسَألنِي عَنْ مَذَاقُ قَهَوَتِي إجْعَلهَا دَائِمَاً بِالْسُكَر .. فَأنَا لاَ أَشْعُرُ بِمَذاقِهِا مِنْ دُونْ الْسُكَر ..
مَابَالكِ الْيُوم كَيْفَ سَتَشْعُرينَ بِمَذَاقِهَا ..؟
نَظَرَتْ إِليهِ وَقَدْ بَانَتْ عَلامَاَتِ الْحُزْنِ والْأَلمِ عِلى مِلامِحُهَا .وَقَاْلَتَ لَه : مَا فَائِدةُ الْسُكَر وَأَنَا لاْ أَشَعُرُ بِمَذاقِه ..!!؟
مَا الْجَدْوى مِنْ وُجُودِه حِينَ يَنْعَدِمَ مَذاقُه ..؟
خَانَتهَا دُموعُهَا حَاوَلتْ كبتَ جُمَاح آلمهَا فَلَم تَستَطع .. إنْهَمرَتْ دُمَوعِها كَالشَلالِ .. إلتَفَتتْ إلىْ الْنَافِذه ..
أُومَأ الْجَرسُونُ بِرأسِه وَهوَ يَشعُرُ بالحُزنِ والأَسَى ..... ذَهّب لِيُحضِرَ قَهوَتَهَا ~ مِن دُون سُكَر ~
دَقَائِق وَعَادَ إِلى طَاوِلَتُهَا فَلَم يَجِدُهَا ..!
وَجَدَ قَطعَةُ نُقُودٍ ورَقَةً كَتَبتْ بِهَا :
~ مَا عُدتُ أَرْغَبُ بِالْقَهْوَة ~ هلوسة قلمي ~قَهْــوَتِي ~

 

طارق أحمد الجريان غير متصل   رد مع اقتباس