رد محمد الناصرعلى قصيدة شذى البنفسج
صوت جرحك
.
شذى البنفسج سأقف هنا مع النص وقفة شبه تحليلية .. كي لا أعبر الجمال دون أن أعطي لذائقتي حق التمتع به
حزني ياللي قد تمادى بالغياب
والحنين اللي قطفته مانمى
في الشطر الأول الحزن حين يتمادى في الغياب هو دليل على رغد الحياة بدون حزن، طبعا هذا هو الظاهر في الشطر الأول أما حين نتابع في الشطر الثاني ونجد أن الحنين لم ينمو ، فهنا نعود ونقطع الحالة الأولى من رغد العيش، ليكتمل المشهد بأن الحزن بسبب الحنين المتوقف عن النمو هو سيد الموقف، وهذه صورة بليغة في الشعر.
ووجهك الغافي بترنيمة سحاب
وصوت جرحك مايذوبه الضما
هنا في هذا البيت يظهر جليا المشاعر المتناقضة، بين طرفي المعادلة، فالشاعرة وصفت وجه الغائب بصورة فائقة الرومانسية، بينما أظهرت لنا في الشطر الثاني أنه هذا الغائب ترك جرحاً ووصفت الجرح بأن له صوت وهذه الصورة دليل على كبر الجرح حتى لكانه يصرخ بجارحه
كل فجرٍ يطردك طرد السراب
وكل ليلٍ يشربك من دون ما
من الفجر إلى الليل بين شطري البيت دليل على ديمومة البحث ولكن البحث كمن يطرد سراب والسراب معروف أن لا فائدة منه سوى الخديعة، ورغم علمنا أنه يخدعنا إلا أنه أحيانا يبعث في نفسنا الأمل دليل أننا نطرده رغم علمنا انه سراب، ثم يأتي البيت الثاني موضحاً عمق المعاناة وطبعا في كلا البيتين يعود الضمير على صوت الجرح في البيت السابق
وكل عيون الكون تسأل ليه غاب
وانت تشرق في عيوني والسما..!!
هنا تأتي القفلة ولا أروع منها حيث بدت بأكثر الحالات شمولية وهو الكون، وبنفس الوقت نجد أن الشاعرة نسيت الجرح السابق وعادت تسأل عن الغياب، وكأن لسان حالها يقول: بمجرد عودتك ستندمل كل جراحك ولن يعود لها أثر خاصة فيما جاء في الشطر الأخير بأن هذا الغائب يشرق في العيون والسماء.
شذى البنفسج :
اللغة الشاعرية واضحة وجودة الموسيقة والإيقاع بادية على النص، فالقصيدة تامة الأركان جميلة الصورة رائعة السبك ..
سلمتِ وسلم قلمك.
لكِ اطيب المنى بإبداع دائم