2)
:
إِلَيْك هَذَا الْصُّبْح..
وَأَنَا فِي غُرْفَتِي الْمُنْفَرِدَة الْخَرْسَاء..
حَيْث يَتَرَدَّد صَدَاك فِي أَنْحَائِي..أَقْرَأ بِصَوْت رَهِيْد آَثَار أَصَابِعِك عَلَى مِرْآتِي..
وَأَتَتَبَّع بِخَيَالِي الْمُكَتَّمِل عِطْرُك الْشَّرْقِي..وَأَشَتَاق.!
أَرْغَب بِوَضْع رَاحَة يَدِي عَلَى لَوْحَتُك الْأَخِيرَة..
أَحْجُب عَنْهَا الْضَّوْء وَنَظَرَات الْجُدْرَان المُوَبِّخَة.!
وَأَفَتح الْنَّافِذَة عِنْد مَجِيْء الْلَّيْل لِيُدْخِل بِظَلَامِه وَيَمُد يَدَيْه آخِذَا إِيَّاهَا حَيْث الْعَدَم وَصَقِيِع الْنِّسْيَان..!
وَأَنَا أَلَوِّح مُوَدِّعة وَبَرِيق عَيْنِي جَاف ,فَارِغ لَا يَلْتَفِت لِشَفَقَة الْدَّمْع وَالْخَيْبَة.!
إِلَيْك..
وَقَبْل أنْ أَقْطَع عَهْدَا بِّتَعْطِيْل ذَاكِرَتِي..
وَإِهْمَال قَلَمِي وَرَكْل كُل صُوَرَك الَّتِي تَمُر أَمَامِي حِيْن أَتَصَفَّح كِتَابَا أَو أَرْتَشِف كَوْب قَهْوَة أَو أَتَحَسَّس بِنَبْضَي تَقَاسِيْم الْغَيْم وَهُو يَهُم بِطَبْع قُبْلَة مُبَلَّلَة عَلَى شِفَاه الْمَدَى..
دَعْنِي أُخْبِرُك أَنِّي أَذَبْت وَجَعِي فِي قَلْبِي حَتَّى امْتَزَج بِدِمَاء شِرْيَانِي وَبَات يَبْتَسِم ابْتِسَامَة بَيْضَاء..
تَرْتَدِي الْأَلَم حُبّا وَتَأْتِي الْمَوَاعِيْد الْمُتَّسِعَة فَرَاغَا وَوَحْدَة..وَتَبْقَى عَلَى كُرْسِي انْتِظَارُهَا..
وَهِي تُدَنْدِن بِالْحَنِيْن وَشِفَاهُهُا مَغْمُوْرَة بِك.!
إِلَيْك..
إِلَيْك..
سَأَعُوْد لِأَرْسُم تَفَاصِيْل رُؤْيَا تَطُوْف بِي فِي أَنْحَاء الْنِّهَايَة الَّتِي رَسَمَتْهَا..
قَبْل أَن تُخْلِق أَلْوَانِي..وَتَتَعَلَّم رِيْشَتِي كَيْف تَبْدَأ بِوَضْع نُقْطَة الْبِدَايَة..!
إِلَيْك فَقَط.!