منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - ظُلمةٌ أحَبَها
الموضوع: ظُلمةٌ أحَبَها
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-03-2012, 01:55 AM   #1
سُلاف
( كاتبة )

افتراضي ظُلمةٌ أحَبَها


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

- سبق أن نشرت هذا هُنا، لكني لم أجده -

-
وسط الظلمة: كان “يعيش” وحيدًا،
بظلمة آمنة مطمئنة, لا صوت و لا شر ولا نصب, سكون
تم اقترب موعد الخروج, و أتى!
سمعها تصرخ كما لم تصرخ, شعر بعروقها تتمدد و تنبسط, بعضلاتها تشد و ترتخي, بدقات قلبها و قد تجاوزت الألف أو الألفين!
ظنها ستموت و سيموت معها, الموت قادم فلتفزع!
ثم من بين الظلام و من حيث لا يدري, امتدت له يدٌ باردة أمسكته من رأسه, ظنها يد الموت فشله الفزع,
قاومها متشبثًا بالحياة, و بالظلمة التي كانت تطرده خارجها, سمع صراخها يزداد حِدة فظن أن الموت أخذهما كليهما,
فاستسلم باكيًا لقدره،
كانت صرخة أخيرة, أبصر بعدها لأول مرة اللاظُلمة
نظر لوجوه غرباء متشحين بالبياض القاتم, يضحكون وسط بكائه
ثم سمعها تتنهد و تبتسم, غير عابئة بدموعه و صراخه, أهذا آخر العهد الذي بيننا؟
ثم أدرك, أن عهده بالظلمة قد انتهى, ظلمته التي ما بكى مذ كان بها, و اللاظلمة التي كان بكاؤه أول عهده بها أصبحت هي كل ما حوله, ثم..
هاهم يقطعون صلته الأخيره بها دون أن تمانع, و يأخذونه بعيداً عنها و عن الصوت الوحيد الذي كان يسمعه وسط ظلمته,
بكى كما لم يبك من قبل, و هو حديث عهد بالبكاء
أراد منهم أن يعيدوه حيث كان, لكن المتشحين بالبياض ما فهموه و لا سمعوه,
فأخرسوه بشراب أبيض ثم لفوه بغطاء أبيض ثم تركوه بليل أسود لينام!
ليلٌ ذكره سواده بمكانه الأول, فقطع البكاء و هدأه الحنين, ظنها ستعود
لكن الساعات مرت عليه و لم يكن ممن اعتاد حسابها, و لم يسمع لها صوتًا
و كل ما يعرفه عنها هو صوتها!

لمح خيوط البياض تتسلل إليه ببطء و من بعيد، عبر نافذة
فأغمض عينيه ليهرب منه، وعزم ألا يفتحهما مجدداً
و مرت ساعتين و ثلاث و هو ساكن دون صوت, ثم صرخت امرأه ترتدي البياض:

الطفل مات!

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

 

التوقيع

مدونتي،
الحمد لله

سُلاف غير متصل   رد مع اقتباس