مُجبرٌ على العودة للإجابة :
- لا يُفهم من كلامي السابق " ذمّاً " للشعر الشعبي
بل كان ليْ رأيٌ فيه وهو :
( اللهجة هي الابنة الشرعية للغة / الأم وهذا ما نتفق عليه جميعاً ، وتؤكّده اللغات العالمية جميعها ، وما خروج اللهجة تلك إلا هروباً من " اللغة " ذات التعقيد والتقعيد .
تكون اللهجة دائماً أبسط وبكثير من اللغة لتخليها عن القواعد الإعرابية والصرفية ، وما ظهورها إلا ليتمّ التعامل بها بعيداً كل البعد عن مواضيع الأدب ، لتتجه إلى الشارع ويُتعامل بها بكل بساطة ٍ يحتاجها من يحتاج النزول إلى الأسواق والشوارع .
من هنا جاء ظهور اللهجة وهي دائماً ماتكون متواضعة لأنّ سبب خروجها إمّا الجهل أو الهروب من اللغة وصعوبتها .
والأدب كما نعلم فنٌ راقٍ لا يتعامل إلا مع لغة ٍ راقية بالتأكيد
من ذلك القول ، أقول :
أنّ اللهجة ، ومن بساطتها وسبب خروجها - كما سبق - ، يصعب كتابة الأدب بها كالرواية والقصة والمسرحية
أمّا الشعر ولأنّه أقدم هذه الفنون لم تكن اللهجة عائقاً حياله ولكن :
كيف يمكنني كشاعر عامي أكتب الشعر باللهجة العامية التي لم تُخلق أصلاً للشعر والأدب أقول كيف يمكنني أن أرتقي بهذه اللهجة إلى الأعلى حيث " الشعر "
هنا تكمن صعوبة الشعر العاميّ
وهذا ما فات على الكثير من شعراء العامية أنْ يدركوه ، ومن شعراء الفصحى أنْ يقدّروه
أمّا عندما نأتي إلى اللغة الأم / الفصحى فهي بالتأكيد تمتلك شاعريتها من لفظها ، لذلك قدّ نقرأ مقالاً ونعجب بالشعر الموجود فيه مع أنّه لم يكتب كـشعر بل لأنّه كتب باللغة الفصحى فقط )
لذلك أفرحُ كثيراً بإنجاز نصٍ شعبيّ يفوق السائد - من وجهة نظري -
و يُعابُ عليّ كثيراً إدخال الفصحى بالشعبي مع أنّه عيبٌ يميّز ولا
يُنقص - مع أنّه بإمكاني كتابة الشعر الفصيح بحكم تخصّصي
النحويّ والعروضي -
كان ردّي محدّداً جداً :
- وهو أنّ ما طال الشاعر الشعبي من " نظرةٍ قاصرة " كانت بدعمٍ
من مجلات الشعر الشعبي أصبحت عذراً لي من الهروب عن هذا المسمى
أقصد مسمّى شاعر شعبي مرهونٌ بالمجلات الشعبية ويكتب على ذوقها
وما تريد .
الأمر الآخر لو أجزم بأنّ هذه المجلات ستسمح بنشر قصائدي و تجعلني
من شعرائها لكتبتُ ما يُخالف توجههم لأبتعد عن مسمّى شاعر المجلات
وشاعر الغلاف كما يُطلق على " فتاة غلاف " 
أخيراً :
شعرٌ كتبه فهد عافت و بدر بن عبدالمحسن و الحميدي الثقفي و مساعد الرشيدي
و تركي حمدان و خالد صالح يفوق أي مسمّىً للشعر ويقترب من الإبداع بغض النظر
عن شكله ولهجته وقا ئله و سأصفق له كما أصفق للمتنبي وأدونيس و درويش ومطر
و مروان الغفوري و سعد الياسري وغيرهم الكثير .