قـــدهــا وقــدود؟؟
أنا ربـتني الدنيا على جـزل العطـا والجـود
ونفـسـي لـلـوفـا وفـعل الخير جـزامــه
وأعـارض مـنهج الهابط وأوافق للصعود صعود
وأسـيّر نـفسي بـعقلي مادام الـنفس هدامة
ولا تـثّر بـي الـبسمة ولا كـحل العيون السود
ولا يـقوى عـلى قـلبي صغير الحسد وأجسامه
أردّ الـجود بـأمثاله وأقـابل بـالجحود جـحود
وتـرى لا خـير فـي رجلٍ يوطّي للردى هامة
وعـندي مـع أهـل العِليا مواثيق وثلاث عهود
أوفــي لـه مـطاليبه وأودّه وأرفـع أعـلامه
أعـايش مـركب الـدنيا عـلى متن القدر مولود
أبـعرف هـو صـحيح إنّ القدر بالناس دوّامه ؟
ومـن ويـن الزمن مقبل وإلى وين الليالي تقود؟
ومـن فـي هـالزمن يقدر يوجّه خطوة أقدامه؟
ومـن له بالزمن غاية ومن عنده هدف منشود ؟
ومـن مـنّا قـدر يـعرف خـفايا مقبل أيامه ؟
عـرفت إنّ الشقا باقي ، عرفت إنّ الحسد موجود
عـرفت إنّ الـقدر يـفرض علينا بأسوأ أحكامه
لـقينا الـعرب حـاسد وشـفنا بالعرب محسود
وبـه نـاسٍ لـنا ضـامت ، وبه بالناس منظامه
ويـنقصنا بـعض خـوّه ويـنقصنا وفاء ووعود
مادام الـحسد بـاقي وبـعض الـناس نمامة
ولا تـرجى بـها الدنيا من ربوعك يجيك اسنود
ولا تـشره عـلى رجـلٍ عـيونه خانت أقدامه
وقـابل خـطوة بخطوة وجازي بالصدود صدود
تـناسى غـلطة الصاحب عليك بلحظة اخصامه
ولا تـخطي تـرى لصبر الحليم آليا سلاك حدود
تـروّى واعـرف بـضرب الحديد تفكك لحامه
تـجنب كـسرة الخاطر ولو حبل الزعل مشدود
تـراك بـكسرة الـخاطر حـكمت القلب بإعدامه
ولا تـزعل عـلى رجلٍ بذل لك ولرضاك جهود
ولا تأمن مـن الـحاسد رضـاه ورفعة إبهامه
نـبي نـصبر عـلى الـدنيا قلوبٍ بالحياة زهود
مادام إنّ الـبخت عـيّت تـوّفق رمـعة سهامه
وأنـا مـا قـلتها راجي ولا أطلب بعدها مردود
ولـكـن الـفـتى ودّه يـحقق جـملة أحـلامه
وبـمشي لآخـر الـدنيا ولـو كـلّ الأنام اقعود
وعـن وجـه الـزمن بكشف حقيقة وأرفع الثامه
صـحيح إنـي صغير السن ولكن ( قدها وقدود )
وأنـا عـندي مـع الـدنيا مـواقف ترفع الهامة
طـموحي يـملي الـعالم ولابـه لـلطموح قيود
مادام إن الأمل طبعي ( عرين وصرت ضرغامه )
خـلقنا الله مـن تـرابه ولأحضان التراب نعود
تـحت رمـل الـثرى نبقى تغطي جسمنا خامة
سـلفنا مـا لـحقناهم تـحت قـاع التراب رقود
ولا يـبقي مـن الـميت سـوى ذكراه وعظامه
ولـو طـال العمر فاني وترى عمر الفتى محدود
وكـلٍ يـطلب الـمولى يـبيحه يـحسن ختامه
وأنـا بـلّغت بـلساني وربـي والأنـام شـهود
وصـحف الـبيّنة جـفّت وعـنها رفعت أقلامه
حامد زيد