هذا الذي تعرف البطحاء وطأتـه
والبيت يعـرفه والحـل والحـرم
هذا ابن خيـر عباد الله كلهـم
هذا التقـي النقـي الطاهر العلم
هذا ابن فاطمة إن كنت جاهلـه
بـجده أنبيـاء الله قـد ختمـوا
وليـس قـولك من هذا بضائـره
العرب تعرف من أنكرت والعجـم
سهل الخليقـة لا تخشى بـوادره
يزينه اثنان حسن الخلق والشيـم
حمـال أثقال أقوام إذا افتدحـوا
حلو الشمـائل تحلو عنده نعـم
ما قال لا قـط إلاّ في تشهـده
لولا التشهـد كانت لاءه نعـم
عم البرية بالإحسان فانقشعـت
عنها الغياهب والإملاق والعـدم
إذا رأتـه قريـش قـال قائلهـا
إلى مكـارم هذا ينتهـي الكـرم
يغضي حيـاء ويغضى من مهابتـه
فمـا يكلـم إلاّ حيـن يبتسـم
وقصة هذه الابيات ان البيت الحرام كان مكتظاً بالحجيج في احدى سنوات الحج في خلافة الاموي هشام بن عبدالملك حيث اراد ان يقبل الحجر الاسود ولم يفسح الناس له المجال فجلب له متكأ ينتظر دوره .
وفي هذه الاثناء قدم الامام زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب عليهم السلام فانشقت له صفوف الناس من انفسهم دون ادنى جهد منه حتى ادرك الحجر
الاسود فقبله وانصرف فثارت حفيظة هشام واغاظه ما فعلته الحجيج للامام علي فسأله احد مرافقيه عنه فقال هشام بن عبد الملك لا اعرف!؟ وكان ضمن الحضور الشاعر العربي الفرزدق فاجابه عى الفور بهذه القصيدة وهي اروع ماقاله الفرزدق: