وجهك يشبه تقاسيم كتابِ مركون في رفٍ قديّم في زاوية لـ بيت عتيق , وصوتك يشبه صوتٍ ريّـح تحرض أشجار المدينة على الغناء بصوتٍ عالٍ جداً , ورسائلكِ تُشبه رسالة رجلِ أعمى ينثر رماد كلماته الباهتة على أوراقه ويترك فوضى ملامحه عليها إيذاناً منهِ بَحقيقةِ إنكسار ستُعري ملامح من يقرأها ويدرك فحواها من نشوة الربيع , خطواتك تشبه خطوات سجيّن هارب , يسرق من رغيّف عمره وقتاً يَهتفَ فيه بما يشاء دُون أن يجبره أحدهم على إلتزام الصمت حيناً والـ ثرثرة بما لا يشتهي حيناً آخر , ممممم وأنا أشبه ذاك الرف القديم في ذاك البيت العتيق , ذاك الرف الذي يُصر على الاحتفاظ بما لا يشبعه , ذاك الرف الذي يحتفي بَرائحة الـ ذكرياتِ , ذاك الرف الذي يسعى جاهداً لـلملمة شتاتِ الأمس والحاضر معاً بعمق صدر ينبضَ بكومةٍ حنينّ وملامح شروق لا تغيب , وأنا هي تلك الأشجار بحفيفها , وبصوت بُكائها , وبملامح السكون التي تتركها عالقة في السماء , وانا هي تلك الرسالة النائمة في كفٍ أعمى لا يدرك أي حلمٍ سيقوده إلى الـ نجاة من وحل الضياع , وأنا هي تلك الخطواتِ التي تسعى جاهداً لإنكارها في كل مرة تنزاح فيها ملامح فضولك إلى مساحاتِ الفراغ الـ منثورة على خارطة أرض تحتفي بك في كل عبور !
سارة القحطاني