.
.
أن أُصبح شخصاً آخر لا يُشبهني , شخصاً يعمد الى فصل حواسه عن مشاعره حتى يتقن دور المهرج جيداً , دور ذلك المهرج الذي يُضحك الجميع مقابل أن يبكي على نفسه كثيراً حين يرحلون عنه , ويتركونه وحيداً يتأمل تجاعيد الحزن المكومة على صدر وجهه ويشهقَ الوجع ويزفره حتى تذبل ملامح الفرح خلفَ أمسه الباهت جداً فذلك يعني أنني فقدت لذتي في استشعار السعادة صدقاً , ذلك يعني أنني فقدت كل الاشياء العظيمة دفعة واحدة وفي الوقت الذي كنت أنتظر فيه امتلاك المزيد, ذلك يعني أن الحزن تمدد بي كثيراً حتى بُتّ أشتهيه وأشتهي معانقة جيوشه حين تزحفُ باتجاه قلبي , ذلك يعني أنني فقدت نشوة الانتظار لبزوغ فجر يُحدث الأحلام عنّي , ذلك يعني بأنني بُت فارغة / خاوية من كل أشيائي وأحلامي ووعودي وامنياتي , فارغة حتى من مشاعري !
ولازلت أعزي وجهَيّ بصوت ( حنين ) حين غنّى : السعادة لا تموت يا سارة حتى وإن هوى بنا الحزن الى مسرحٌ نزاول فيه مهنّة التهريج خلف أقنعة لا تُشبهنا , تأملي وجه والديكِ وأخوتكِ ووجهي أنا ووجه حلمك المدسوس بين أوراقكِ , أشرعي نوافذك في وجه الشمس , أبحثي عن ظل سعادتك تحت ظل سماء تستوعبُكِ , خبأي أقنعتكِ خلفكِ وأمضي دونها , أمضي بملامحكِ أنتِ فقط !!
أمضي بملامحكِ أنتِ فقط !!
أمضي بملامحكِ أنتِ فقط !!
سارة القحطاني ..../ مزدحمة جداً