/

للأمسيات معنا حواديت ..حواديث ، أحاديث نعم أحاديث
"حواديت " تلك لست أعلم من أتيت بها
لربما كانت بقية باقية من إرثٍ قديم ، فجارتنا من مصر كانت تتحدث لي كثيرا وتقارنني بأطفالها اللذين أكبرهم بسنين
ولا أدري لِمَ..
وأحاديث تنبض عن أمسيات ٍ انسلخنا عنها عنوة
أطفئنا شموعها قسراً ومضينا بلا هاتف ٍ لربّان ولا عقيدة ناصح
و أ وووه .. ما أبعد ذلك الزمان حين رفلت بفستاني الأبيض الطويل حتى عتبة بيتنا ..!
وأودَعْتني هناك بين الجدران الجرانتية أتشبّث بالحوائط وأنوح ..
سمّي عليّ أمي واقرئي
هلعةُ أنا والعالم يزأر خلفي وحلم البارحة يطرق أجفاني جرأةً وقسوة
سبحان الله وتدحرجت السنين ككرة جوري ( دول ) هكذا تسميها وأنا أُعجبت بالاسم كثيراً، وحسدت الكُرة على حظوتها بقلب جوري ..
مضت السنوات وانسلخنا من كلّ شيء ,, حتى الحنين بات لايُغرينا
والوجوه المؤمّلة صدمتنا بحوائطها القاسية
ولا أصدّق أن يخيب الظّن وأعود مُحمّلة بالدهشة والخذلان
أحتضن مشاعري لئلاّ تبتعد عني كما ابتعدوا
نعم أحتضنها كأمٍ رؤوم وأزفر على وجانها جلّ قلقي
وأطبع على جبين الأمل قبلة وداع ..
وماكنّا نؤمّلكم هكذا
وماكنتم يوماً بنواظرنا رموزاً لشيء
أو نجمة تكاد تخبو بمجرد ظهور أخرى
وماكنتم أغنيةً نَملّها ، ولا ابتسامةً تنطفئ على شفاهنا حين تغيبون
ماكنتم وماكنتم ..إلاّ شغافاً علّقنا على أبوابه القناديل تضيئ تذكاراً وذكرى وعُمراً ماكان ليُنسى..
سنبقى نغتابكم وداداً و نعجن أحاديثكم مع حنطة ولهنا .. نخبزها بدفء المساءات المليئة بالأحاديث معكم ..
فاغفروا لنا أحاديثنا وأفكارنا ،، حلّلونا من همساتنا ، والوجع المقيم بين ضلوعنا ببعدكم ..!
/